2025-10-12 - الأحد

سور الصين الرقمي: نظام دفاعي متطور لمواجهة الطائرات المسيّرة

{title}

في ظل التهديد المتزايد الذي تمثله الطائرات المسيّرة الرخيصة على السفن الحربية ذات التكلفة العالية، يعمل الباحثون العسكريون في الصين على تطوير نظام دفاعي متكامل متعدد الطبقات. يهدف هذا النظام إلى حماية السفن والمواقع الاستراتيجية من الهجمات التي تشنها أسراب الطائرات المسيّرة، من خلال دمج تقنيات متقدمة تشمل أسلحة الليزر وأشعة الميكروويف والصواريخ فرط الصوتية.

أطلق الباحثون على هذا النظام اسم "سور الصين العظيم الرقمي"، حيث يعتمد على الأقمار الصناعية وأجهزة استشعار مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يمنحه القدرة على رصد والتصدي لهجمات تضم آلاف الطائرات المسيّرة في وقت واحد.

وقد حذر الباحثون من أن أسراب الطائرات المسيّرة التي يمكن إنتاجها بكميات كبيرة قد تلحق أضرارًا جسيمة بالسفن الحربية المعقدة والمكلفة. لذلك، اقترح البروفيسور غو تشوانفو من أكاديمية داليان البحرية، مع فريقه، إنشاء هذا النظام الدفاعي لمواجهة أسراب الطائرات المسيّرة، مؤكدين أن هذا النظام سيكون له دور محوري في حروب المستقبل.

الهجمات التي تتكون من آلاف الطائرات المسيّرة يمكن أن تغمر أنظمة الدفاع التقليدية للسفن الحربية، وقد تكون قادرة على تدمير السفن الحربية الشبحية. وقد عرض البروفيسور تشوانفو وفريقه نظامهم الجديد في ورقة بحثية بعنوان "بناء أنظمة بحرية مضادة للأسراب، إطار عمل للحرب المستقبلية"، والتي نُشرت في مجلة علمية محكّمة في أغسطس/آب الماضي.

الإجراءات الدفاعية التي اقترحوها تتماشى مع الأسلحة المضادة للطائرات المسيّرة التي تم عرضها لأول مرة في العرض العسكري الكبير بتاريخ 3 سبتمبر/أيلول، مثل أسلحة الميكروويف عالية الطاقة وأسلحة الليزر المثبّتة على السفن من طراز "إل واي-1" (LY-1)، وصواريخ كروز فرط الصوتية "سي جي-1000" (CJ-1000) القادرة على إسقاط طائرة شحن محملة بالطائرات المسيّرة من مسافة آلاف الكيلومترات.

يخطط الباحثون لربط هذه الأنظمة باستخدام الذكاء الاصطناعي للحفاظ على تتبع مستمر للأهداف سريعة الحركة وذات البصمة المنخفضة.

أسلحة الميكروويف عالية الطاقة

طورت الصين أسلحة الميكروويف عالية الطاقة "إتش بي إم" (HPM)، وهي أسلحة لا تعتمد على القذائف أو الصواريخ التقليدية، بل على دفعات قوية من الطاقة الكهرومغناطيسية القادرة على تعطيل الدارات الإلكترونية وتعطيل الأجهزة الإلكترونية – وهو نهج يعرف باسم "القتل الناعم".

تتنوع أشكال هذه المنظومات ومقاساتها، وأبرزها هو نظام "هوريكين 3000" (Hurricane 3000) وهو منصة ميكروويف توضع على هيكل متحرك قادرة على إحداث نبضات تصل إلى عشرات الآلاف من الفولتات، مع قدرة كشف تصل إلى عدة كيلومترات ونطاق حماية نصف كروي مخصص لصد هجوم أسراب الطائرات المسيّرة.

برز نظام "إف كي 4000" (FK4000) كسلاح عالي الطاقة قادر على توجيه دفعات من الأمواج الميكروية السريعة لاعتراض الطائرات الصغيرة على مسافات تصل إلى عدة كيلومترات.

تستخدم أسلحة الميكروويف عالية الطاقة لأغراض عسكرية، إذ يمكن استخدامها كسلاح دفاعي ضد أسراب الطائرات المسيّرة وأداة لحروب إلكترونية تستهدف شبكات الاتصالات والأقمار الصناعية، وحتى وسيلة هجومية غير قاتلة في ساحات النزاع المديني. وقد أُشير إلى حالات مزعومة من استخدام نبضات ميكروية لإزعاج قوات أو تسبب في أعراض جسدية غير قاتلة، وهي ادعاءات أثارت نقاشًا أخلاقيًا وقانونيًا واسعًا.

رغم تطور هذه التقنية، فإنها تواجه تحديات مثل الحاجة الهائلة للطاقة وفقدان الفعالية بفعل تشتت الموجات في الغلاف الجوي والطقس، وصعوبات تقليص أحجام الأنظمة مع الحفاظ على قدرة عالية ومداها. علاوة على ذلك، يبقى مدى جدوى هذه الأنظمة ضد أهداف مصفحة أو محمية إلكترونيًا أمراً غير محسوم بعد.