2025-10-12 - الأحد

التنبؤات التكنولوجية: دروس من الماضي ورهانات المستقبل

{title}

لطالما كانت فكرة استشراف المستقبل تثير فضول الإنسان، حيث يسعى الكثيرون للتحكم بمصيرهم. في عالم التكنولوجيا المتسارع، تتوالى التوقعات بوتيرة عالية، بعضها يحقق نجاحات كبيرة ويغير مجرى التاريخ، بينما يخفق البعض الآخر بشكل كبير ليصبح مادة للتندر. دعونا نستعرض معًا رحلة هذه التنبؤات، من الأخطاء الكبرى التي سخر منها التاريخ إلى الرؤى الثاقبة التي شكلت واقعنا، وصولًا إلى الرهانات الجريئة التي يضعها مفكرو المستقبل على العقود القادمة.

أولاً: توقعات أخفقت

تُظهر لنا التنبؤات الفاشلة مدى صعوبة التكهن بمسارات التكنولوجيا غير الخطية وتأثيرها الاجتماعي العميق. فما بدا مستحيلاً في زمن، أصبح واقعًا ملموسًا بعد سنوات قليلة:

في عام 1895، صرح اللورد كلفن، عالم الفيزياء البارز ورئيس الجمعية الملكية البريطانية بما يلي: "آلة الطيران الأثقل من الهواء مستحيلة". لكن بعد 8 سنوات فقط، وفي عام 1903، حقق الأخوان رايت أول رحلة طيران ناجحة، مغيرين بذلك وجه النقل والسفر إلى الأبد.

وفي عام 1936، نشرت صحيفة نيويورك تايمز ما يلي: "لن يغادر صاروخ الغلاف الجوي للأرض أبداً". لكن في 29 يونيو/حزيران 1944، دحضت ألمانيا هذا التنبؤ بصاروخ تمكن من الارتفاع إلى 176 كيلومترا، وتلا ذلك رحلات صاروخية عديدة حملت البشر إلى الفضاء ومن ثم القمر.

وفي عام 1946، ينسب إلى داريل إف زانوك، رئيس الإنتاج في فوكس القرن العشرين القول: "التلفزيون لن يدوم. سوف يتعب الناس قريبًا من التحديق في الصندوق كل ليلة". لكن بعد مدة ليست بالطويلة أصبح التلفزيون الوسيلة الإعلامية الأكثر انتشارًا لعقود، وما زال جزءًا رئيسيًا من الترفيه اليومي.

وفي عام 1961، قال تي إيه إم كرافن، المفوض في لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية: "لا توجد فرصة عملية لاستخدام أقمار الاتصالات الفضائية لتقديم خدمة هاتفية أو تلغرافية أو تلفزيونية أو إذاعية أفضل داخل الولايات المتحدة". لكن في عام 1965 أي بعد 4 سنوات فقط، دخل أول قمر صناعي تجاري للاتصالات الخدمة، وأصبحت الأقمار الصناعية حجر الزاوية في الاتصالات العالمية.

وفي عام 1977، قال كين أولسن، مؤسس شركة ديجيتال إكويبمنت: "لا أحد يحتاج إلى حاسوب في منزله"، لكن العقود اللاحقة شهدت انتشارًا هائلًا للحواسيب الشخصية التي أصبحت أداة لا غنى عنها في كل منزل تقريبًا.