يسلط تيم بيرنرز لي، مبتكر شبكة الويب العالمية، الضوء على مشاعره تجاه قراره بترك شبكة الويب مفتوحة المصدر ومجانية تمامًا، وذلك وفق تقرير نشره موقع "ديجيتال تريندز". في هذا السياق، يتحدث بيرنرز عن رؤيته الأصلية لشبكة الويب التي كانت تهدف إلى أن تكون متاحة للجميع، دون أي قيود أو حدود.
كان من المهم بالنسبة له أن يتمكن الجميع من استخدام الشبكة والمساهمة في تطوير محتواها، لذا فضل أن تكون مجانية. لم يكن منطقياً له أن يفرض رسومًا على المستخدمين في كل مرة يرغبون فيها في استخدام الإنترنت، سواء كان ذلك لرفع صورة أو البحث عن معلومات.
في مقابلة سابقة، أوضح بيرنرز أن بقاء تقنية الويب تحت سيطرته الصارمة كأداة مغلقة المصدر كان سيؤدي إلى موت الإنترنت قبل أن يولد وينتشر. لذا، اتخذ القرار النهائي لجعل شبكة الويب مفتوحة المصدر ومتاحة للجميع، وهو القرار الذي اتخذه مركز الأبحاث النووية الأوروبي الذي كان يعمل فيه سابقًا.
ومع ذلك، عبر بيرنرز في مقالة نشرها بصحيفة "غارديان" عن ندمه لترك شبكة الويب مفتوحة المصدر. وأوضح أن الهدف من ذلك كان تشجيع الابتكار والإبداع، لكنه يشعر أن الشبكة قد تحولت إلى شيء آخر. يتساءل اليوم: "هل الإنترنت لا يزال مجانياً؟" ويجيب: "لا، ليس كله".
يستشهد بيرنرز بموقف شركات التقنية الكبرى التي تجمع كميات هائلة من البيانات الشخصية للمستخدمين، ثم تبيعها لشركات الوساطة والحكومات، مما يفتح المجال لممارسات الرقابة والقمع. كما يلقي اللوم على مفهوم الخوارزميات المتزايدة، خاصة تلك الموجودة في منصات التواصل الاجتماعي، والتي تلحق ضررًا كبيرًا بعقول الشباب.
ويختتم بيرنرز مقاله بالقول إن "مستخدم الإنترنت لم يعد عميلًا لدى الشركات، بل تحول إلى سلعة تُباع". ويعبر عن أسفه لأننا اتخذنا الطريق الخطأ في لحظة ما بين ولادة الإنترنت الأولى وظهور شبكات التواصل الاجتماعي.