2025-10-12 - الأحد

اتفاق ثلاثي يرسم ملامح مستقبل السويداء.. ودمشق تتعهد بمحاسبة المتجاوزين

{title}

في خطوة وصفت بالمفصلية لحل أزمة السويداء جنوبي سوريا، وقّعت الحكومة السورية، بدعم أردني وأميركي، اتفاقاً يتضمن خريطة طريق شاملة لمعالجة تداعيات الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة خلال الأشهر الماضية.

وأكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، عقب اجتماعه مع نظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك، أن الخطة الجديدة تتعهد بمحاسبة الضالعين في التجاوزات، وحماية حقوق المدنيين، ودعم مسار العدالة، وصولاً إلى تحقيق مصالحة مجتمعية بمشاركة كل المكونات المحلية.

سبع خطوات للحل

وتنص خريطة الطريق على سبع خطوات رئيسية تشمل تقصي الحقائق، وتحديد المسؤوليات، والمحاسبة القضائية، وضمان تدفق المساعدات الطبية والإنسانية، إضافة إلى تسهيل عودة النازحين وإعادة الخدمات الأساسية ونشر قوات محلية تابعة لوزارة الداخلية لضبط الأمن.

ويرى الباحث السياسي حسن الدغيم أن الاتفاق يتشابه في كثير من بنوده مع ما سبق أن طرحته الحكومة السورية، مثل إدخال المساعدات وتبادل الموقوفين وتشكيل لجان تحقيق، لكنه يكتسب أهمية خاصة لالتزام دمشق بالتعاون مع لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا، وهو ما اعتبره تطوراً جديداً يقطع الطريق على دعوات الانفصال في السويداء.

وأشار الدغيم إلى أن الاجتماع الثلاثي بين سوريا والأردن والولايات المتحدة يحمل رسالة واضحة بأن مستقبل السويداء ومكوناتها مرتبط بوحدة الأراضي السورية، في إشارة إلى رفض أي مشاريع انفصالية كان دعا إليها بعض زعماء الطائفة الدرزية مثل الشيخ حكمت الهجري.

موقف أردني – أميركي

من جانبه، شدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على أن الخطة تأتي لضمان تجاوز أحداث السويداء تحت سقف وحدة سوريا واستقرارها، مؤكداً أن عمان وواشنطن ستدعمان تنفيذ بنود الاتفاق لضمان نجاحه على الأرض.

ويرى محللون أن التحدي الحقيقي أمام الحكومة السورية يكمن في التطبيق، خاصة فيما يتعلق بالسماح للجنة التحقيق الدولية بالعمل الميداني وضمان وصول المساعدات والخدمات إلى السكان. ويشير مدير المركز السوري للعدالة والمساءلة في واشنطن، محمد العبد الله، إلى أن دمشق رفضت سابقاً الانخراط في اتفاق مشابه في لقاء عمان، مفضلة فتح قنوات تفاوض مع إسرائيل، قبل أن تفشل المفاوضات وتعود للقبول بالاتفاق الجديد.

خلفية الأزمة

وكانت السويداء قد شهدت منذ يوليو/تموز الماضي اشتباكات دامية استمرت أسبوعاً بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلّفت مئات القتلى بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قبل أن يتم التوصل إلى وقف هش لإطلاق النار انهارت ثلاثة من اتفاقاته المتتالية. كما تدخلت إسرائيل حينها بشن غارات لدعم الدروز، قبل أن تعلن واشنطن اتفاق وقف إطلاق نار بين دمشق وتل أبيب في 19 يوليو/تموز الماضي.

ويرى مراقبون أن الضمان الأميركي قد يمنح الاتفاق الحالي فرصة أكبر للصمود، شريطة التزام دمشق بتنفيذ تعهداتها ومنع أي تدخلات خارجية قد تعيد إشعال الصراع في المحافظة الحساسة.