2025-10-12 - الأحد

"حرب مائية".. الاحتلال يرسم استراتيجية مرعبة في الجنوب السوري

{title}

حذرت مصادر سورية، الأربعاء، من أن السيطرة الإسرائيلية على منابع المياه في جبل الشيخ منذ مطلع العام الجاري، تُشكل تهديدًا وجوديًا للجنوب السوري، حيث جفت نحو 70% من الينابيع الحيوية التي كانت توفر الحياة للمنطقة.

وأكدت المصادر أن السيطرة على المياه لم تقتصر على حرمان السكان من شريان حياتهم، بل تم توجيهها لخدمة المستوطنات الإسرائيلية، ما أدى إلى نزوح آلاف السوريين من القرى الزراعية وارتفاع أسعار المياه بشكل كبير.

وأشار مستشار في وزارة الطاقة السورية إلى أن بلدة الحميدية في القنيطرة شهدت نزوح نحو 6 آلاف شخص نتيجة جفاف قنوات الري بعد إقامة قاعدة عسكرية إسرائيلية، فيما جفت 90% من الأراضي الزراعية في كودنة. وفي حضر على سفوح جبل الشيخ، أصبح 11 ألف نسمة يعتمدون على المياه المنقولة بالصهاريج بأسعار باهظة بعد إغلاق "عين التينة".

وأوضح المستشار أن استهلاك المستوطنات الإسرائيلية للمياه المحلية زاد بنسبة 40%، مؤكداً أن المياه أصبحت اليوم ورقة ضغط استراتيجية، ليس فقط لحرمان السكان، بل للتحكم في توزيع الموارد الحيوية في الجنوب السوري، بما يشمل الأردن الذي خسر جزءًا من حصته من نهر اليرموك، ما يهدد الأمن المائي الهش أصلاً.

ويرى الباحث السوري مازن بلال أن ما يجري يمثل "حربًا مائية" وليست مجرد احتلال أراضي، موضحاً أن إسرائيل أنشأت شبكة نقاط استراتيجية حول بحيرات ومنابع جبل الشيخ للتحكم في تدفق المياه، بما يضمن حصول المستوطنين على حصص كاملة، في حين تُمنح القرى السورية المتبقية كميات محدودة بالكاد تكفي للشرب والزراعة الصغيرة.

ويصف بلال النظام المائي الجديد بأنه هرمي، حيث يأتي المستوطن الإسرائيلي في قمة الهرم، والإدارة العسكرية في الوسط، فيما يُترك السكان السوريون في أسفل الهرم، خاضعين لسيطرة الموارد الأساسية التي تتحول إلى أداة هيمنة سياسية وعسكرية.

ويؤكد الباحث أن هذه الاستراتيجية تعكس "استعمارًا عبر النقاط"، حيث لا يحتاج الاحتلال إلى حشود عسكرية كبيرة، بل يكفي السيطرة على مواقع مائية محددة لفرض الهيمنة على أراضٍ واسعة.