2025-10-12 - الأحد

أطباء أجانب يتحدثون عن الإصابات الأكثر حدة في غزة

{title}

تحدث أطباء وممرضون من دول متعددة عالجوا فلسطينيين في مستشفيات قطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية عن إصابات تفوق حدة تلك التي شهدها المدنيون في نزاعات حديثة، وفقًا لدراسة خضعت لمراجعة الأقران.

استطلعت الدراسة التي نُشرت في المجلة الطبية البريطانية "بي إم جيه" (BMJ) آراء 78 عاملاً في مجال الرعاية الصحية الإنسانية، معظمهم من أوروبا وأميركا الشمالية، حول حدة الإصابات التي شهدوها أثناء وجودهم في قطاع غزة، بالإضافة إلى مواقعها وأسبابها.

أفاد فريق الباحثين الذي قاده بريطانيون بأن هذه البيانات تمثل الأكثر شمولاً حول إصابات الفلسطينيين خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عامين ضد قطاع غزة، نظرًا لتدمير المنشآت الطبية في القطاع وفرض قيود صارمة على وصول المساعدات الدولية.

قال كبير الباحثين، الجراح البريطاني عمر التاجي، لوكالة الصحافة الفرنسية إن ثلثي العاملين في مجال الصحة لديهم خبرة سابقة في مناطق نزاع أخرى، وأكد معظمهم أن الإصابات في غزة كانت "أسوأ ما رأوه على الإطلاق".

بعد مرور ثلاثة أشهر على عودتهم من غزة، أجاب الأطباء والممرضون بناءً على سجلاتهم حول الإصابات التي شهدوها خلال فترات عملهم في القطاع، والتي تراوحت بين أسبوعين و12 أسبوعًا بين أغسطس/آب 2024 وفبراير/شباط 2025.

صنّفوا أكثر من 23,700 إصابة بالغة ونحو 7,000 إصابة ناجمة عن أسلحة، وهي أرقام تتطابق إلى حد كبير مع بيانات منظمة الصحة العالمية، وفقًا للدراسة.

إصابات حادة بشكل غير معهود

يصعب الحصول على بيانات دقيقة حول الإصابات في أي نزاع، لكن الدراسة وصفت الإصابات في غزة بأنها "حادة بشكل غير معهود".

أكثر من ثلثي الإصابات الناتجة عن أسلحة في القطاع الذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية كانت نتيجة انفجارات، وفقًا للدراسة.

أشارت الدراسة إلى أن هذا الرقم يتجاوز ضعف معدل الإصابات الناتجة عن الانفجارات المسجلة بين المدنيين في نزاعات حديثة أخرى.

كما أضافت أن معدلات الإصابات مشابهة لتلك التي تعرض لها الجنود الأميركيون خلال حربي العراق وأفغانستان.

في هذا السياق، أشار التاجي إلى وجود "فارق كبير" بين الحالتين، حيث إن الجنود يتلقون تدريبًا وحماية، بينما المدنيون لا يعرفون مسبقًا أنهم يواجهون خطرًا.

ذكرت الدراسة أن "حجم الإصابات وتوزيعها وشدتها التي تصل إلى درجة (إصابة) عسكرية، تشير إلى أنماط من الأذى تتجاوز تلك المسجلة في نزاعات حديثة سابقة".

أكد التاجي أن المصابين عانوا أيضًا من نسبة "هائلة" وغير مألوفة من حروق من الدرجة الثالثة والرابعة، وهي حروق تخترق الجلد.

عندما أُرسل إلى غزة العام الماضي، قال التاجي إنه شهد "عددًا صادمًا" من الأطفال الذين وصلوا بحروق شديدة لدرجة يمكن رؤية عضلاتهم وعظامهم.

أما الأمراض التي تم الإبلاغ عنها بشكل متكرر فكانت سوء التغذية والجفاف، حيث أعلن تقييم مدعوم من الأمم المتحدة عن وجود مجاعة في أغسطس/آب الماضي.

صرح أنتوني بول، الأستاذ في مركز دراسات الإصابات الناجمة عن الانفجارات في لندن بإمبريال كولدج، والذي لم يشارك في الدراسة، لوكالة الصحافة الفرنسية بأن "هذا عمل مهم للغاية".

وأشار إلى أن البيانات تشمل فقط المصابين الذين "بقوا على قيد الحياة وتمكنوا من الوصول إلى عامل في مجال الرعاية الصحية".

الأسوأ

تضمنت الدراسة أيضًا قسمًا يتيح للعاملين في مجال الرعاية الصحية الكتابة بحرية عن مشاهداتهم.

نُقل عن أحد الأطباء قوله إن "الأسوأ كان توسّل الأمهات لإنقاذ أطفالهن الميتين".

وتحدث آخرون عن تعبير الأطفال عن "نيتهم الانتحار" بعد رؤية أفراد عائلاتهم يموتون.

كما تحدث كثيرون عن اضطرارهم لإجراء عمليات جراحية في ظروف صعبة للغاية في غياب المعدات أو الدعم، وهو وضع أدى إلى اتخاذ قرارات بشأن كيفية تقنين الرعاية من أجل إنقاذ الأرواح.