2025-10-12 - الأحد

قمة عالمية في الدوحة تركز على الابتكار الرقمي في الصحة النفسية

{title}

الدوحة– تحتضن العاصمة القطرية الدوحة حدثًا عالميًا غير مسبوق في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، ممثلا في القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية، التي انطلقت أعمالها اليوم الثلاثاء تحت شعار "النهوض برعاية الصحة النفسية من خلال الاستثمار والابتكار والحلول الرقمية".

تستمر هذه القمة على مدار يومين تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، وتعتبر منصة فريدة لتبادل الخبرات ووضع استراتيجيات قابلة للتنفيذ لتعزيز الصحة النفسية على المستويين المحلي والدولي.

تأتي القمة في وقت بالغ الأهمية، حيث تتزايد معدلات الاضطرابات النفسية عالميًا بفعل التداخل المعقد بين العوامل الوراثية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية، إضافة إلى الآثار الممتدة للأزمات الإنسانية والصراعات.

تركز القمة على الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من الصحة العامة، والعدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان، انسجامًا مع قرارات الأمم المتحدة واتفاقياتها الدولية، بما في ذلك اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وقرارات مجلس حقوق الإنسان بشأن الصحة النفسية.

تزايد الاضطرابات النفسية

في كلمته الافتتاحية بالقمة، أكد وزير الصحة القطري منصور بن إبراهيم آل محمود أن القمة تمثل فرصة للعمل الجماعي من أجل النهوض بالصحة النفسية عالميًا، من خلال رؤية مشتركة لمستقبل أكثر صحة وشمولاً.

أوضح أن الاضطرابات النفسية تتزايد بفعل تداخل العوامل الوراثية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية، والأزمات الإنسانية الممتدة، مما يحتم تطوير خدمات شاملة وفعالة للصحة النفسية كحق أساسي من حقوق الإنسان.

أشار الوزير إلى أن قطر تولي اهتمامًا بالغًا بالصحة العامة، حيث تضع رفاهية السكان النفسية والجسدية في صميم سياساتها، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030 التي تعزز التكامل بين الجوانب الصحية والاجتماعية والتنموية.

استعرض الوزير مجموعة من الخطوات العملية التي اتخذتها قطر، ومنها إطلاق استراتيجيات وأطر وطنية مخصصة لتعزيز العافية النفسية، موضحًا أن قطر تتبنى نهج الصحة في جميع السياسات، بحيث تندمج الصحة النفسية في جميع القطاعات والمجتمع ككل، مع مواءمة هذه الجهود مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ولا سيما الهدف الثالث المتعلق بالصحة الجيدة والرفاه.

لم يقتصر حديث الوزير على البعد الوطني، بل ربطه بالبعد الدولي حيث أكد على أن قطر، بحكم دورها الفاعل في إحلال الأمن والاستقرار العالميين، تحرص على التعاون مع الشركاء الدوليين لمعالجة الأزمات والتخفيف من آثارها، مع إعطاء أولوية خاصة للفئات الأكثر حاجة للرعاية.