في ظل غياب تنظيم اتحادي فعال، بدأت بعض الولايات الأميركية في اتخاذ خطوات لتنظيم التطبيقات التي تقدم "علاجًا" بالذكاء الاصطناعي، وذلك تلبيةً لزيادة الاعتماد على هذه التكنولوجيا في مجال الصحة العقلية. ومع تزايد استخدام الأفراد للذكاء الاصطناعي للحصول على نصائح صحية، أصبح من الضروري وضع قوانين تحمي المستخدمين.
ومع ذلك، فإن القوانين التي تم اعتمادها حتى الآن لا تعكس بشكل كامل التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي. حيث يشير مطورو التطبيقات وصانعو السياسات إلى أن هذه القوانين لا تكفي لحماية المستخدمين أو محاسبة مطوري التطبيقات على أي تكنولوجيا قد تكون ضارة.
تقول كارين أندريا ستيفان، المديرة التنفيذية المشاركة في تأسيس تطبيق "إير كيك" للدردشة حول الصحة العقلية: "الحقيقة هي أن ملايين الأشخاص يستخدمون هذه الأدوات، ولن يتراجعوا عن ذلك".
تنوع القوانين والتحديات
تختلف القوانين بين الولايات، حيث قامت إلينوي ونيفادا بحظر استخدام الذكاء الاصطناعي لعلاج الأمراض النفسية، بينما وضعت ولاية يوتا قيودًا على روبوتات الدردشة التي تقدم العلاج، بما في ذلك ضرورة حماية "المعلومات الصحية للمستخدمين" والإعلان بوضوح عن عدم كون الروبوت إنسانًا. كما تدرس ولايات مثل بنسلفانيا ونيوجيرسي وكاليفورنيا سبل تنظيم العلاج بالذكاء الاصطناعي.
تتباين التأثيرات على المستخدمين، حيث حظرت بعض التطبيقات في الولايات التي أقرت الحظر، بينما يفضل آخرون الانتظار لمزيد من الوضوح القانوني قبل اتخاذ أي خطوات.
الكثير من القوانين لا تشمل روبوتات الدردشة التوليدية مثل شات جي بي تي، التي لا تُروج للعلاج، ولكن يستخدمها عدد غير معروف من الأشخاص لهذا الغرض. وقد تعرضت هذه الروبوتات لدعاوى قانونية في حوادث مأساوية، حيث فقد المستخدمون إدراكهم للواقع أو انتحروا بعد التواصل معها.
الحاجة إلى تنظيم أفضل
فالي رايت، التي تشرف على الابتكار في الرعاية الصحية بالجمعية الأميركية لعلم النفس، أكدت أن هذه التطبيقات تملأ فراغًا كبيرًا، مشيرةً إلى نقص مقدمي خدمات الصحة العقلية وارتفاع تكاليف الرعاية. وأضافت أن روبوتات الدردشة التي تقدم نصائح قائمة على العلم، بإشراف من خبراء، يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا.
وأوضحت: "هذه الروبوتات يمكن أن تكون وسيلة مساعدة للأشخاص قبل أن يواجهوا أزمة"، مشيرةً إلى أن "ما هو موجود حاليًا في السوق التجاري ليس كافيًا".
لذلك، هناك حاجة ملحة لتنظيم وإشراف اتحادي على هذه التطبيقات. وقد أعلنت لجنة التجارة الفيدرالية مؤخرًا عن فتح تحقيقات مع سبع شركات تعمل في مجال روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الشركات الأم لإنستغرام وفيسبوك وغوغل، حول كيفية قياس واختبار التداعيات السلبية المحتملة لهذه التكنولوجيا على الأطفال والمراهقين.
كما ستعقد إدارة الغذاء والدواء الأميركية اجتماعًا للجنة استشارية في السادس من نوفمبر لمراجعة أجهزة الصحة العقلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.