2025-10-12 - الأحد

اكتشف أسرار العرابة المدفونة: رحلة إلى أبيدوس التاريخية

{title}

القاهرة – من قلب القاهرة الصاخبة، حيث تمتزج الحداثة بظلال التاريخ، تبدأ رحلتي إلى أعماق الزمن، نحو بوابة الأسرار في "العرابة المدفونة"، أو أبيدوس، التي كانت عاصمة مصر الأولى في عصور الفراعنة الأوائل.

هناك، عند نقطة التقاء التاريخ بالأسطورة، تختبئ المدينة التي اختارها المصريون القدماء مقرا أزليا لمعبودهم أوزوريس، سيد العالم الآخر، وضريحا مقدسا لحجهم الجنائزي.

انطلقت بالقطار من القاهرة نحو قلب الصعيد، إلى البلينا في محافظة سوهاج، إحدى محافظات إقليم جنوب الصعيد، حيث تحتضن الرمال أسرار آلاف السنين.

تُعد سوهاج العاصمة الإدارية للإقليم، وتتوسط المسافة تقريبا بين القاهرة وأسوان، إذ تبعد 467 كيلومترا عن الأولى و412 كيلومترا عن الثانية، فيما تستغرق الرحلة إليها بالقطار نحو 7 ساعات ونصف، بتكلفة تتراوح بين 175 جنيها (نحو 3.5 دولارات) للدرجة العادية، و650 جنيها (نحو 13.5 دولارا) للدرجة الممتازة.

رحلة إلى التاريخ

الوصول ليلا إلى مدينة البلينا يضعك أمام خيارين، إما نزُل بسيط لا تتجاوز كلفته 10 دولارات، أو فندق بأسعار تبدأ من 105 دولارات للغرفة مع الإفطار في الموسم المنخفض، بينما أنا فضّلت المبيت عند صديق قديم.

تتميز البلينا بجوها الهادئ، حيث يمكنك الاستمتاع بالتجول في شوارعها الضيقة التي تعكس عبق التاريخ. في الصباح، قمت بزيارة معبد أوزوريس، الذي يعد من أبرز المعالم الأثرية في المنطقة، حيث يضم نقوشا رائعة تعكس فنون الفراعنة.

تجولنا في أروقة المعبد، حيث كانت كل زاوية تحكي قصة من قصص الحضارة المصرية القديمة. لم يكن هناك ما هو أكثر إثارة من رؤية النقوش التي تعود لآلاف السنين، والتي لا تزال تحتفظ بتفاصيلها رغم مرور الزمن.

في نهاية اليوم، عدت إلى البلينا، وأنا أشعر بأنني قد عشت تجربة فريدة من نوعها، حيث أنني لم أكتفِ فقط برؤية المعالم، بل شعرت بأنني جزء من تاريخ عريق.