2025-10-12 - الأحد

فلسطين ومصر: علاقة تاريخية متجذرة في الوجدان العربي

{title}

تعتبر العلاقة بين مصر وفلسطين أكثر من مجرد تقارب جغرافي أو مصالح سياسية، بل هي علاقة تاريخية عميقة تتداخل فيها الأبعاد القومية والإنسانية. فالجغرافيا قد رسمت حدود التداخل بين البلدين، بينما كتب التاريخ فصوله على ضفاف النيل وفي رحاب القدس، منذ العصور القديمة حيث خاض الفراعنة معاركهم دفاعًا عن بلاد الشام، مرورًا بالدولة الإسلامية التي وحدت مصير الكنانة والمسرى، وصولًا إلى الحروب العربية الإسرائيلية.

تجسد هذه العلاقة الوعي المشترك بين الشعبين المصري والفلسطيني بأن قضيتهما واحدة، وأن أي تهديد لفلسطين هو تهديد مباشر لأمن مصر واستقرارها. تظل مصر بمثابة حاضنة للقضية الفلسطينية، وسندًا لا غنى عنه في مواجهة الاحتلال، ومركزًا محوريًا في الجهود السياسية والإنسانية لتحقيق المصالحة ورفع الحصار.

جناحان لا يفترقان

في أقصى الجنوب من فلسطين، تمتد رفح الفلسطينية بجوار رفح المصرية، كجناحين لا يفترقان. المدينة التي قُسّمت بين ضفتين لم تنقسم يومًا في وجدان أهلها، حيث العائلات ممتدة بين الطرفين، والدم واحد. كانت سيناء دائمًا بوابة فلسطين، ليست فقط جغرافيًا، بل كحاضنة روحية وثقافية.

خلال الحروب التاريخية ضد الاحتلال الإسرائيلي، لعبت رفح وسيناء دورًا بارزًا، وقدمت الشهداء والجرحى في سبيل فلسطين. في المقابل، يرى الفلسطينيون في مصر عمقهم وسندهم، وفي رفح المصرية بيتًا كبيرًا لا يُغلق بابه.

غزة… السدّ المنيع

غزة ليست مجرد مدينة ساحلية، بل كانت دائمًا قلعة حصينة وسدًا منيعا في وجه الغزاة. موقعها الاستراتيجي جعل منها محورًا رئيسيًا في الصراع الحضاري والعسكري. لم تكن غزة يومًا سهلة المنال، بل كانت شوكة في حلق الطامعين، ومقبرةً لآمال الغزاة.

غزة اليوم، كما كانت بالأمس، ليست مجرد مدينة، بل هي بوابة الأمة وحصن العروبة الأخير. منذ احتلال فلسطين عام 1948، كانت مصر في مقدمة الصفوف، تدافع عن الأرض العربية، حيث ارتقى أكثر من 100 ألف شهيد مصري في حروب ضد الاحتلال الإسرائيلي.