2025-10-12 - الأحد

الوشق العربي: إنجاز مهم في جهود حماية التنوع البيولوجي في الفجيرة

{title}

تمكنت محمية وادي الوريعة من رصد الوشق العربي، وهو نوع مدرج ضمن القائمة الوطنية الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض بشكل حرج، بعد غياب دام سنوات. هذا الاكتشاف يعد خطوة بارزة نحو تعزيز جهود حماية الطبيعة والحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة.

تمت عملية الرصد من خلال كاميرات استشعار الحركة التي تم تركيبها ضمن مبادرة "راقب الطبيعة"، وهي مبادرة تدعمها بنك المشرق وتنفذها هيئة الفجيرة للبيئة بالتعاون مع جمعية الإمارات للطبيعة. هذه المبادرة تهدف إلى رصد الحياة البرية وتوفير معلومات قيّمة حول الأنواع المهددة.

تعتبر إعادة رصد الوشق العربي إنجازاً مهماً، حيث إن كل مشاهدة جديدة تقدم بيانات قيمة تساعد في تقييم وضع النوع وحماية موائله الطبيعية التي تعاني من الضعف. كما تساهم في تطوير استراتيجيات فعّالة للحفاظ على هذا النوع النادر.

يؤكد هذا الظهور أن الوشق العربي، الذي يُعتبر مهدداً محلياً وإقليمياً، لا يزال موجوداً في بيئته الطبيعية. وهذا يعكس تأثير جهود الحماية ونجاح المناطق المحمية، مما يستدعي تكثيف التدابير اللازمة لمنع انقراضه.

بعد سنوات من عدم مشاهدته، تم رصد الوشق العربي في جبل حفيت عام 2019، ثم بالقرب من وادي شيص في مارس 2023، وأخيراً في وادي الوريعة عام 2025. هذا التسلسل الزمني يمنح أملًا متجددًا في استمرارية هذا النوع.

يعد الوشق العربي من أبرز الحيوانات المفترسة في المنطقة، ويمكن التعرف عليه بسهولة بفضل بنيته القوية والخصلات السوداء المميزة على أذنه. يلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على التوازن الطبيعي للأنظمة البيئية الجبلية، حيث يساهم في ضبط أعداد الفرائس.

على الرغم من كونه من الكائنات الأصيلة في جبال وصحاري دولة الإمارات وشبه الجزيرة العربية، إلا أن هذا القط الانعزالي نادراً ما يُشاهد في الحياة البرية، حيث إنه ينشط غالباً ليلاً.

نجحت كاميرات استشعار الحركة المنتشرة في وادي الوريعة، بالتعاون مع هيئة الفجيرة للبيئة، من التقاط صور للوشق العربي. هذه الكاميرات تعمل بشكل تلقائي عند رصد أي حركة، سواء نهاراً أو ليلاً، باستخدام الأشعة تحت الحمراء. يعزز هذا الاكتشاف سجل المحمية التي وثّقت أيضاً وجود أنواع نادرة أخرى مثل ثعلب بلانفورد.

في تصريح للدكتور علي حسن الحمودي، مدير إدارة التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية بهيئة الفجيرة للبيئة، قال: "تأتي عودة ظهور الوشق العربي في وادي الوريعة بالتزامن مع احتفائنا بيوم الموائل العالمي، ليؤكد الدور الحيوي لهذه المحمية كملاذ آمن للأنواع النادرة والمهددة بالانقراض. نحن نعمل على حماية هذا المشهد الطبيعي الفريد وإدارته من خلال برامج علمية دقيقة ومبادرات فعالة."

وأضاف الدكتور أندرو غاردنر، رئيس قسم حماية التنوع البيولوجي في جمعية الإمارات للطبيعة: "يمثل رصد الوشق العربي مجدداً فرصة نادرة تستدعي التحرك الجاد. إن هذا القط البري يعتبر ركناً أساسياً في استقرار النظم البيئية، ويجب أن نعمل على ضمان بقائه."