أفاد أحمد عبدالكريم، رئيس لجنة الاحتضان ورئيس قسم التوجيه الأسري في محاكم دبي، بأن القاعدة الأساسية في عمل اللجنة تتمحور حول الدفاع عن الطفل. حيث تُعطى مصلحة الطفل الأولوية فوق كل اعتبار، سواء كان ذلك للأب أو الأم. وقد أوضح عبدالكريم أن اللجنة تأخذ بعين الاعتبار عدة عناصر مهمة مثل صلاح البيئة، انتظام الزيارة، الاستقرار الأسري، السلوكيات الضارة، وضع المدرسة، وتوازن الصحة النفسية.
وأضاف عبدالكريم أن اللجنة اتخذت توصيات نادرة في بعض الحالات لضمان مصلحة الأطفال. على سبيل المثال، تم التفريق بين الأبناء، حيث ظلت حضانة طفلين صغيرين مع الأم، بينما انتقلت حضانة شقيقيهما الأكبر إلى الأب. جاء هذا القرار بعد أن لاحظت اللجنة أن الأم فقدت السيطرة على الأولاد، مما قد يؤدي إلى احتمالات انحرافهما إذا لم يكن هناك إشراف مباشر من الأب.
وأشار إلى أن اللجنة تحتفظ بالقدرة على مراجعة توصياتها بشأن منح أو إسقاط الحضانة إذا استجدت أي ظروف تستدعي إعادة النظر في القرار. مثلما حدث في حالة طفل كان قد أوصيت بحضانته للأم، لكن الأب قدم تقريرًا للمحكمة حول تعرض الطفل للعنف أثناء وجوده مع والدته، مما أدى إلى تعديل التوصية ومنح الحضانة للأب.
وفي لقاء مع منصة "عرب كاست"، أكد عبدالكريم أن اللجنة تبحث بدقة في الملابسات والظروف المحيطة بالطفل قبل إصدار أي توصية تتعلق بالحضانة. معظم التوصيات التي أصدرتها اللجنة كانت بالإجماع وتمت الموافقة عليها من قبل المحكمة. كما أكد أن قرارات اللجنة ليست نهائية، إذ يحق للطرف المتضرر اللجوء إلى المحكمة.
وتطرق إلى حالات نادرة تم فيها إعادة الملفات إلى اللجنة للفحص مجددًا بسبب ظهور مستجدات قد تؤثر على التوصية أو القرار. على سبيل المثال، في حالة نزاع على الحضانة، أوصت اللجنة بمنح الحضانة للأم، لكن بعد يومين تقدم الأب للمحكمة بتقرير رسمي يتناول واقعة عنف تعرض لها الطفل من قبل الأم، مما أدى إلى إعادة النظر في توصية الحضانة.
وذكر عبدالكريم حالة أخرى تتعلق بأم طلبت تمديد حضانة ابنها بعد بلوغه، لكن المحكمة رفضت طلبها لعدم تقديم ما يثبت ضرورة ذلك. كما أشار إلى حالة فتاة تم منح حضانتها مع الأم رغم بلوغها 13 عامًا، بسبب المخاوف من تعرضها للتحرش من قبل الأب الذي تم اتهامه في قضية سابقة.
عبّر عبدالكريم عن أهمية التدقيق في الظروف الاجتماعية والنفسية للطفل، مشيرًا إلى أن اللجنة تأخذ بعين الاعتبار كل جوانب الحياة الأسرية عند اتخاذ قرارات الحضانة. وفي حالة أخرى، تم نقل حضانة فتاة إلى والدها بعد بلوغها، ولكن تبين أن الأب غير مستقر في حياته الشخصية، مما دفع اللجنة لتوصية بعودتها إلى والدتها.
خلال حديثه، سلط عبدالكريم الضوء على أهمية تبرير طلبات الحضانة، حيث يجب على الأفراد الراغبين في الحصول على الحضانة توضيح الأسباب والمبررات بشكل كافٍ. وقدّم مثالًا على أب قدم فيديو لابنه يرقص بطريقة اعتبرها غير مقبولة، ولكن اللجنة توصلت إلى أن الأم تهتم بتربية الطفل وتحرص على تعليمه، مما أدى إلى توصية ببقاء الحضانة معها.
في حالات أخرى، تم اتخاذ قرارات لصالح الأب عندما تبين أن الأم غير قادرة على السيطرة على الأبناء. وجدت اللجنة أن الطفلين الأكبرين يحتاجان إلى بيئة أكثر صرامة، بينما كان الصغيران مرتبطين بشكل كبير بالأم. وأكد عبدالكريم أن اللجنة تهدف دائمًا إلى تحقيق المصلحة الفضلى للأطفال، حتى لو كان ذلك يتطلب اتخاذ قرارات نادرة وغير تقليدية.