2025-10-12 - الأحد

الشيخ راشد بن سعيد: الرؤية التي حولت دبي إلى مركز عالمي

{title}

في السابع من أكتوبر من كل عام، يستذكر الشعب الإماراتي شخصية بارزة في تاريخ دبي، هو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي لم يكتفِ برؤية المستقبل فحسب، بل عمل على بنائه بجد وعزيمة. لقد كان الشيخ راشد هو العقل المدبر وراء تحول دبي من مجرد إمارة صحراوية إلى مركز عالمي حديث، بفضل رؤيته الثاقبة وبرامجه التنموية التي تجاوزت حدود التوقعات.

تأسست دبي في عهده كمدينة حديثة، حيث أسس بنية تحتية متطورة واستثمر في تنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد على النفط. لم يكن الشيخ راشد مجرد حاكم، بل كان مهندساً حضرياً واقتصادياً وضع أول خريطة لنهضة دبي الحديثة، والتي حولت هذه الإمارة من قرية صيد صغيرة إلى مفترق طرق للتجارة العالمية.

تحت قيادته، شهدت دبي العديد من الإنجازات الكبرى، بما في ذلك بناء الموانئ الحديثة مثل ميناء راشد وميناء جبل علي، بالإضافة إلى تطوير شبكة الطرق والجسور. حيث أدرك الشيخ راشد أن الموقع الجغرافي لدبي يجب أن يُستغل ليصبح مركزاً للتجارة العالمية، وهو ما تحقق بفضل رؤيته الاستباقية.

إنجازات الشيخ راشد بن سعيد

كان الشيخ راشد يحظى بشغف حقيقي لتطوير إمارة دبي، حيث أدرك أن التحديات الاقتصادية ستتطلب استراتيجيات مبتكرة. وكان من بين أولى خطواته تعميق خور دبي، الشريان التجاري للإمارة، مما سمح بمرور السفن الكبيرة، وهو ما ساهم في زيادة الحركة التجارية والاقتصادية.

خلال فترة حكمه، أسس الشيخ راشد العديد من المؤسسات الحكومية، مثل دائرة الأراضي والأملاك وبلدية دبي، مما ساعد على تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين. كما كان له الفضل في تأسيس أول بنك وطني في دبي، بنك دبي الوطني، الذي ساهم في دعم الاقتصاد المحلي.

رؤية مستقبلية

لم ينتظر الشيخ راشد تحسن عائدات النفط ليبدأ بتطوير مشاريع عملاقة، بل أطلق مشروعات عديدة بدعم من القروض الخارجية، مؤمناً بأن الموقع الجغرافي لدبي هو الأهم. كان يؤكد دائماً على ضرورة أن تكون دبي مركزاً للتجارة العالمية، بغض النظر عن مواردها الطبيعية.

لقد كانت رؤيته واضحة، فاستثمر في التعليم والصحة، وافتتح المدارس والمستشفيات لضمان حياة كريمة للمواطنين. وعندما توفي في السابع من أكتوبر عام 1990، ترك وراءه إرثاً عظيماً لا يزال ماثلاً في كل شبر من دبي.

إنجازاته لم تقتصر على البنية التحتية، بل شملت أيضاً بناء مجتمع متماسك ومزدهر، حيث كانت أعماله الإنسانية جزءاً أساسياً من نهجه. وبهذا، كان الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رمزاً للقيادة الحكيمة والرؤية المستقبلية، التي جعلت من دبي واحدة من أبرز المدن العالمية.