2025-10-12 - الأحد

إنجازات تكنولوجية رائدة: صور الأقمار الاصطناعية تعزز رؤية الإمارات في الفضاء

{title}

أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن تقديم أول مجموعة من الصور التي تم التقاطها بواسطة القمرين الاصطناعيين "محمد بن زايد سات" و"اتحاد سات"، اللذان أُطلقا في بداية العام الجاري. تشمل الصور مجموعة من المعالم البارزة في دبي وأبوظبي مثل مدينة إكسبو دبي، ونخلة جميرا، وعين دبي، وقصر الوطن في أبوظبي، بالإضافة إلى المنطقة الثقافية في السعديات.

في بيان صحافي أصدره المركز، تمت الإشارة إلى أن الكشف عن هذه الصور يأتي تزامناً مع الأسبوع العالمي للفضاء، مما يبرز أهمية هذه الخطوة كإنجاز نوعي يعكس مكانة الإمارات المتقدمة في مجال صور الأقمار الاصطناعية. ويؤكد المركز على جاهزيته لتقديم بيانات ذات دقة عالية تدعم التطبيقات المدنية، البحرية، والبنية التحتية، بالإضافة إلى جهود الاستدامة.

تقنيات متقدمة في رصد الأرض

يعتمد القمران الاصطناعيان على تقنيات متكاملة، حيث يستخدم "محمد بن زايد سات" تكنولوجيا التصوير البصري المتطورة، بينما يعتمد "اتحاد سات" على تقنيات الرادار عالية الدقة (SAR). تجتمع هذه التقنيات لتشكيل منظومة متقدمة توفر رؤية شاملة وموثوقة في رصد الأرض.

وفي تصريحات له، قال رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، حمد عبيد المنصوري، إن الصور التي أرسلها القمران تعكس الرؤية الاستراتيجية للقيادة الإماراتية وتظهر كفاءة مهندسي الدولة. وأكد على أن دمج تقنيات التصوير البصري والراداري يعزز من قدرات الإمارات الوطنية ويقدم حلولاً مبتكرة لمواجهة التحديات العالمية.

دور القمرين في تحسين الاستدامة

من جانبه، أوضح المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، سالم حميد المري، أن القمران يمثلان جزءاً من منظومة وطنية متكاملة تعزز من قدرات الإمارات في رصد الأرض. وأشار إلى أن الصور الأولى تعكس قدرة المركز على تقديم بيانات دقيقة تدعم الاستدامة وتلبي احتياجات مختلف القطاعات. كما تعكس التزام المركز بتطوير جيل جديد من الأقمار الاصطناعية لخدمة الإمارات والعالم.

يعتبر "محمد بن زايد سات" علامة فارقة في مجال تكنولوجيا الفضاء، بوزن إجمالي يبلغ 750 كغم وأبعاد تصل إلى 3 أمتار × 5 أمتار. يتميز القمر الاصطناعي بدقة تصوير مضاعفة مقارنة بالأجيال السابقة، مع إمكانية إنتاج صور أكبر بعشر مرات وسرعة في تسليم البيانات خلال ساعتين فقط. كما يحتوي على تقنيات متطورة مثل الدفع الكهربائي وكاميرا عالية الدقة، مما يجعله مناسباً لمراقبة البيئة وإدارة البنية التحتية.

تعاون محلي وتنمية اقتصادية

إلى جانب التقنيات الحديثة، ساهم المشروع في تعزيز التعاون مع الشركات الإماراتية المحلية، مما أسهم في نقل المعرفة ودعم الاقتصاد الوطني. كما عزز من مكانة الإمارات كمركز عالمي لتكنولوجيا الفضاء.

أُطلق "اتحاد سات" في مارس الماضي كأول قمر اصطناعي راداري يطوره مركز محمد بن راشد بتكنولوجيا متطورة لرصد الأرض بدقة عالية في مختلف الظروف الجوية. يوفر القمر ثلاثة أنماط للتصوير تشمل التصوير الدقيق للمناطق الصغيرة والتغطية الواسعة للمساحات الكبيرة، مما يجعله أداة حيوية لقطاعات متعددة مثل اكتشاف تسربات النفط وإدارة الكوارث الطبيعية.

التزام بمواجهة التحديات العالمية

يؤكد مركز محمد بن راشد للفضاء التزامه ببناء منظومة فضائية متقدمة تدعم الأمن الغذائي والتنمية الحضرية، فضلاً عن مواجهة تحديات تغير المناخ. من خلال دمج تقنيات التصوير البصري والراداري، تعزز الإمارات من مكانتها كقوة رائدة في قطاع الفضاء العالمي، قادرة على تقديم بيانات فضائية دقيقة وموثوقة للعالم كله.