2025-10-12 - الأحد

استثمار الإنسان: محور التنمية ورؤية الإمارات المستقبلية

{title}

برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبحضور سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، احتفلت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية بمرور 20 عاماً على تأسيسها. وقد أكدت الكلية مكانتها كصرح وطني رائد في مجال الإدارة الحكومية والسياسات العامة، ومنصة لبناء الكفاءات الوطنية وصناعة المعرفة المستقبلية.

تخلل الحفل، الذي أقيم تحت شعار "على خطى محمد بن راشد"، تخريج الدفعة الـ12 من طلبة الماجستير، حيث شملت 75 خريجاً من 27 جهة حكومية وخاصة، في تخصصات متعددة ضمن برامج الماجستير التنفيذي في الإدارة العامة، والسياسات العامة، وإدارة الابتكار. وقد حضر المناسبة قيادات حكومية وأكاديمية، مما يجسد مسيرة عقدين من التميز في إعداد الكفاءات الوطنية ويؤكد ريادة الإمارات في هذا المجال.

في كلمته، أكد سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم أن كلية "محمد بن راشد للإدارة الحكومية" تمثل نموذجاً عملياً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث جعل الاستثمار في الإنسان محوراً للتنمية وركيزة أساسية لاستدامة التميز. وقال سموه: "على مدى 20 عاماً، أثبتت الكلية أنها منصة فاعلة لإعداد القيادات الوطنية، وتسليحهم بالمعرفة والقدرة على الابتكار، مما يعزز مسيرة دولة الإمارات في صناعة المستقبل".

وأردف سموه: "خريجو الكلية هم ثمرة رؤية محمد بن راشد وفكره القيادي. حيث يمثلون اليوم نموذجاً للقيادة الإماراتية الواعية والمبدعة، القادرة على تحويل التحديات إلى فرص، والمشاركة بفاعلية في مسيرة التنمية المستدامة للدولة. ونحن نفخر بأن هذه الكلية أصبحت منارة فكرية ومعرفية تسهم في ترسيخ ريادة دولة الإمارات في الإدارة الحكومية".

من جانبه، قال رئيس مجلس أمناء الكلية، عبدالله علي بن زايد الفلاسي: "إن مرور عقدين على تأسيس الكلية يعكس نجاحها في أن تكون بيت خبرة أكاديمياً يترجم نهج الإمارات في تمكين الشباب، باعتبارهم الثروة الأغلى وضمانة التنمية المستدامة". وأكد أن الكلية فخورة اليوم بخريجيها الذين يمتلكون الأدوات والمهارات اللازمة، مما يؤهلهم لقيادة التغيير وتحقيق نموذج إداري تنافسي يتماشى مع تطلعات الدولة المستقبلية.

هنأ الرئيس التنفيذي للكلية، الدكتور علي بن سباع المري، الخريجين وأسرهم، مشيراً إلى أن هذه الذكرى تمثل محطة استراتيجية تؤكد التزام الكلية نهج محمد بن راشد في بناء الإنسان وتمكينه. وأشار إلى أن الكلية، خلال عقدين، أرست نموذجاً أكاديمياً يربط البحث العلمي بالتطبيق العملي، مما يعزز مكانة الإمارات كمركز عالمي للمعرفة الحكومية وصياغة السياسات المستقبلية.

كما كشفت الكلية عن ملامح استراتيجيتها الجديدة MBRSG 33، والتي ستتضمن إطلاق مجموعة من المبادرات الاستراتيجية الرائدة، مثل "مركز أبحاث حكومات المستقبل" كمنصة بحثية لتطوير سياسات مبتكرة تعزز جاهزية الحكومات في عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى "منصة التعليم الحكومي الذكي"، التي تهدف إلى تصميم تجارب تعليمية مرنة ومتخصصة تواكب مهارات المستقبل.

ستشمل المبادرات أيضاً "برنامج القادة العالميين" الذي ينقل تجربة دولة الإمارات في الإدارة الحكومية إلى العالم، من خلال إعداد قادة دوليين يستلهمون نموذج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في القيادة التحويلية. كما تم إطلاق "برنامج القادة سفراء الكلية" لتعزيز دور الخريجين والقادة الحكوميين كسفراء لنشر المعرفة وتبادل أفضل الممارسات عالمياً.

علاوة على ذلك، تم الإعلان عن "صندوق المنح والبعثات" كآلية استراتيجية لضمان استدامة الموارد المالية، وتوفير بعثات تعليمية وبحثية متميزة. بالإضافة إلى مبادرة "الكلية 5.0" التي تسعى لتحويل الكلية إلى نموذج عالمي رائد من الجيل الخامس للمؤسسات التعليمية عبر توظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف العمليات الأكاديمية والإدارية.

كما تم استعراض "مختبر دبي للبصائر السلوكية"، الذي أطلق مؤخراً، والذي يمثل منصة بحثية تطبيقية رائدة لتصميم سياسات أكثر فاعلية تعزز جودة الحياة وترفع كفاءة الأداء الحكومي. في الحفل، تم أيضاً إطلاق كتاب "طريق القيادة على خطى محمد بن راشد" للدكتور علي بن سباع المري، الذي يستلهم فكر ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ويعد دليلاً عملياً لبرامج إعداد القادة التي تضطلع بها الكلية.

تجدر الإشارة إلى أن الكلية قامت بإعداد 2203 قادة حكوميين من 42 جهة حكومية محلية واتحادية في الدولة من خلال برامج متخصصة، مما يعكس الدور المحوري للكلية في تطوير القيادات الوطنية. على المستوى الدولي، رسخت الكلية مكانتها كمدرسة قيادية عالمية، حيث نقلت التجربة الإماراتية إلى 45 دولة، وأسهمت في تأهيل 1128 قائداً حكومياً دولياً. وقد خرّجت الكلية أكثر من 30 ألف منتسب في برامج متنوعة.

أما على صعيد المعرفة، فقد أصدرت الكلية أكثر من 600 دراسة وبحث علمي، وأسست شبكة واسعة من الشراكات الاستراتيجية تجاوزت 115 جهة محلية ودولية، مما يعكس التزامها بتعزيز منظومة العمل الحكومي عبر المعرفة والتعاون والتأثير. اختتمت الكلية عقدين من الإنجاز برؤية واضحة للمستقبل، تستند إلى تعزيز الابتكار في الإدارة الحكومية وإنتاج المعرفة التي تدعم صنع القرار وتمكين القيادات الوطنية لتكون في طليعة التغيير.