2025-10-12 - الأحد

توجهات التعليم الجامعي: البرامج المدمجة ومتعددة التخصصات تلبي احتياجات سوق العمل

{title}

تسجل الجامعات في الإمارات إقبالًا متزايدًا على البرامج المدمجة والمتعددة التخصصات، حيث أكد رؤساء جامعات ومرشدون أكاديميون أن التعليم الجامعي يشهد تحولًا جذريًا نحو هذه الأنماط التعليمية. البرامج المدمجة أصبحت تمثل مستقبل التعليم العالي في الإمارات، حيث تتيح للطلبة الجمع بين الشغف الشخصي واحتياجات سوق العمل المتغير.

أظهر استطلاع ميداني أجري خلال معرض "نجاح 2025"، أن 75% من الطلبة يفضلون الالتحاق ببرامج أكاديمية تجمع بين مجالات دراسية متعددة. هذه البرامج توفر لهم فرصًا أوسع في سوق العمل، مما يعكس تزايد الاهتمام بالتخصصات الهجينة التي تجمع بين التقنيات الحديثة والمهارات الإدارية.

في هذا السياق، أشار الدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي، إلى أهمية التوازن بين الميول الفردية واحتياجات سوق العمل، موضحًا أن الإقبال على التخصصات التقنية والهجينة يمثل السمة الأبرز في التعليم العالي اليوم. وقد أكد على ضرورة إعادة تصميم البرامج التعليمية لتلبية هذه المتطلبات المتزايدة.

البرامج المدمجة: ضرورة استراتيجية

وصف الدكتور نور الدين عطاطرة، المدير المفوض لجامعة العين، البرامج المدمجة بأنها من الركائز الأساسية في التعليم الجامعي الحديث. وأوضح أن هذه البرامج تمكّن الطلبة من الحصول على مؤهلات أكاديمية متعددة ضمن مسار واحد، مما يمنحهم ميزة تنافسية في سوق العمل. كما أنها تجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، مما يعد الطلبة لمواجهة التحديات المستقبلية بفاعلية.

أضاف عطاطرة أن الطلبة يظهرون اهتمامًا كبيرًا بالتخصصات مثل علوم الحاسوب مع إدارة الأعمال الرقمية، وتحليل البيانات مع الاقتصاد، والأمن السيبراني مع القانون. هذه التخصصات تدمج بين المهارات التقنية والإدارية، مما يفتح آفاقًا جديدة للخريجين في مجالات لم تكن متاحة قبل عقد من الزمن.

توجهات الطلبة نحو التخصصات المتعددة

تستمر نسبة الطلبة الجدد في اختيار البرامج المدمجة في تزايد، حيث أظهرت بيانات جامعة العين أن الوعي بأهمية اكتساب مهارات متعددة ومتكاملة يتزايد. هذا الوعي يسهم في تأهيلهم لشغل وظائف حديثة تتطلب تنوعًا معرفيًا وقدرة على الابتكار.

من جانبها، أكدت المرشدة الأكاديمية نهلة العزوني أن البرامج التي تجمع بين التقنية والإدارة تأتي في مقدمة اهتمامات الطلبة. ومن بين هذه البرامج، تخصص علوم الحاسوب وإدارة الأعمال الرقمية، الذي يدمج بين مهارات البرمجة وفهم الأسواق والتسويق الإلكتروني.

كما أوضحت العزوني أن برنامج تحليل البيانات والاقتصاد يهيئ الطلبة لمجالات تحليل الأسواق واتخاذ القرارات استنادًا إلى البيانات. ويُطرح هذا البرنامج في عدة جامعات مرموقة، مما يعكس أهمية هذا التخصص في العصر الرقمي.

استجابة سوق العمل لتوجهات التعليم الحديث

مع تزايد التهديدات الرقمية، يصبح برنامج الأمن السيبراني والقانون أو إدارة المخاطر مهمًا للغاية. هذا البرنامج يجمع بين التقنية وفهم الجوانب القانونية والأخلاقية للأمن الرقمي، مما يضمن تخريج مختصين قادرين على مواجهة التحديات التقنية الحديثة وفق الأطر التشريعية.

وفي مجال الإبداع الرقمي، تبرز برامج تجمع بين الإعلام والتقنية، مثل الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، التي تدمج بين مهارات السرد القصصي وتحليل البيانات. كما يُطرح تخصص التصميم الجرافيكي والواقع الافتراضي، الذي يتيح فرصًا واسعة في مجالات الألعاب الرقمية والوسائط التفاعلية.

استطلاع ميداني آخر أجرته "الإمارات اليوم" أكد أن 75% من الطلبة يفضلون البرامج الأكاديمية متعددة التخصصات، حيث تمنحهم مرونة معرفية وفرصًا مهنية متنوعة. هذا التوجه يعكس طبيعة سوق العمل الحديثة التي تعتمد على قدرات متعددة ومتكاملة، مما يؤكد على أهمية البرامج المدمجة في تلبية احتياجات الطلبة.