تشهد الجامعات في الإمارات تحولاً ملحوظاً نحو البرامج المدمجة والمتعددة التخصصات، حيث يزداد الطلب على هذه الأنماط التعليمية بشكل ملحوظ. فقد أكد رؤساء جامعات ومرشدون أكاديميون أن التعليم الجامعي أصبح يشهد إقبالاً غير مسبوق على الجامعات التقنية، مما يعكس تزايد الاهتمام بالبرامج التي تجمع بين الشغف الشخصي واحتياجات سوق العمل.
وفقاً لاستطلاع ميداني أجرته "الإمارات اليوم"، أبدى 75% من الطلبة المستطلعة آراؤهم تفضيلهم للالتحاق ببرامج أكاديمية متعددة التخصصات. تأتي هذه البرامج لتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة، حيث تتيح للطلاب الجمع بين مجالات دراسية متنوعة، مما يسهم في تأهيلهم لمهن جديدة ظهرت في العقد الأخير.
في معرض "نجاح 2025"، الذي اختتم فعالياته في مركز دبي التجاري العالمي بمشاركة أكثر من 100 جامعة عالمية، أكد المشاركون على أهمية دمج الشغف والمهارة مع احتياجات السوق. وأشاروا إلى ضرورة إعادة تصميم البرامج التعليمية لتكون أكثر مرونة واستجابة للتغيرات المهنية التي تطرأ باستمرار.
التوجيه الأكاديمي وأهمية البرامج المدمجة
في هذا السياق، أكد رئيس جامعة دبي، الدكتور عيسى البستكي، أن الإقبال الطلابي على التخصصات التقنية والهجينة يمثل سمة بارزة في التعليم الجامعي حالياً. ويرى أن البرامج المدمجة لم تعد خياراً أكاديمياً رفاهياً، بل أصبحت ضرورة استراتيجية لتخريج كفاءات قادرة على الابتكار.
ركائز التعليم الحديث
وفي هذا الإطار، قال المدير المفوض لجامعة العين، الدكتور نور الدين عطاطرة، إن البرامج المدمجة تعد من الركائز الأساسية للتعليم الجامعي الحديث، حيث تتيح للطلبة الحصول على مؤهلات أكاديمية متعددة في مسار واحد. كما أنها تمكّنهم من دمج المعرفة النظرية مع التطبيق العملي، مما يعزز جاهزيتهم لمواجهة التحديات المستقبلية.
وأشار عطاطرة إلى أن هناك اهتماماً متزايداً من الطلبة ببرامج مثل علوم الحاسوب مع إدارة الأعمال الرقمية، وتحليل البيانات مع الاقتصاد، والأمن السيبراني مع القانون. هذه البرامج تجمع بين المهارات التقنية والإدارية، مما يعزز من فرص الخريجين في سوق العمل.
تنوع البرامج وتوجهات الطلبة
وفي حديثها عن البرامج متعددة التخصصات، أوضحت المرشدة الأكاديمية نهلة العزوني أن هناك اهتماماً كبيراً بتخصصات تجمع بين التقنية والإدارة، مثل علوم الحاسوب وإدارة الأعمال الرقمية. وتشير إلى أن هذه البرامج تُدرّس في جامعات مرموقة مثل جامعة زايد وجامعة الإمارات.
بالإضافة إلى ذلك، يبرز برنامج تحليل البيانات والاقتصاد، الذي يهيئ الطلبة لمجالات تحليل البيانات واتخاذ القرارات المبنية على المعلومات. وتُقدّم هذه البرامج في جامعة نيويورك أبوظبي وجامعة خليفة.
مع تزايد التهديدات الرقمية، تبرز الحاجة إلى برامج الأمن السيبراني والقانون، التي تجمع بين المعرفة التقنية والجوانب القانونية. هذه البرامج تُطرح في جامعة أبوظبي وجامعة دبي، حيث تُعد ضرورية لتخريج مختصين قادرين على التعامل مع التحديات الرقمية.
وفي مجال الإبداع الرقمي، تتوفر برامج تجمع بين الإعلام والتقنية، مثل الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي. هذه البرامج تُدمج بين مهارات السرد القصصي وتحليل البيانات، مما يُعزز من فرص العمل في مجالات الإعلام والتكنولوجيا.
استطلاع ميداني يكشف اتجاهات الطلبة
أكد استطلاع "الإمارات اليوم" أن 75% من الطلبة يُفضلون الالتحاق ببرامج أكاديمية متعددة التخصصات. وأشار معظمهم إلى اهتمامهم بتخصصات مثل علوم الحاسوب وإدارة الأعمال الرقمية، وتحليل البيانات، والإعلام الرقمي، مما يعكس تحولاً في اهتماماتهم الأكاديمية. وأوضح الطلبة أن هذه البرامج تعزز من مرونتهم المعرفية وتفتح أمامهم آفاقاً مهنية متنوعة، مما يُساعدهم على الجمع بين شغفهم الشخصي والمهارات المطلوبة في المستقبل.