2025-10-12 - الأحد

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي: أداة حيوية في مواجهة الفيضانات في الإمارات

{title}

كشفت دراسة بحثية إماراتية حديثة النقاب عن الدور الحيوي لتقنيات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالكوارث الطبيعية، وخاصة الفيضانات. حيث تشير النتائج إلى أن دمج هذه التقنيات مع نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد يُمكن الجهات المختصة من تحديد المناطق المعرضة للخطر قبل وقوع الكوارث.

وأوضحت الباحثة فاطمة الحنطوبي، التي قامت بإجراء هذه الدراسة المعنونة "التقييم الذكي لمخاطر الفيضانات في الإمارات باستخدام الذكاء الاصطناعي" في الجامعة البريطانية بدبي، أن هذا البحث يأتي في إطار التوجه الوطني نحو تبني الحلول الذكية لمواجهة آثار التغير المناخي. وقد أشرفت على الدراسة الدكتورة ماريا باباداكي، وتهدف إلى بناء منظومة علمية وطنية تساهم في رسم خرائط دقيقة لمناطق الخطر، وتوجيه الاستجابة الفورية عند وقوع الكوارث الطبيعية.

وأضافت الحنطوبي أن التجربة التي شهدتها إمارة الفجيرة في عام 2022، حين سجلت كميات غير مسبوقة من الأمطار، كانت نقطة تحول حقيقية في فهم التحديات التي تطرحها الظواهر المناخية المفاجئة. حيث بلغ معدل الأمطار حوالي 221.8 ملم في ساعات قليلة، مما أدى إلى تضرر المرافق وتعطيل الحركة في بعض الأحياء، مما استدعى الحاجة لتطوير أساليب جديدة لرصد وتحليل الظواهر الجوية باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وأشارت الباحثة إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قادرة على تحليل ملايين البيانات المناخية بشكل لحظي، بفضل الخوارزميات المتطورة التي تتنبأ بمسارات العواصف ونسب هطول الأمطار وشدة الجريان السطحي. ويتيح الجمع بين هذه التقنيات ونظم المعلومات الجغرافية للجهات المختصة رؤية دقيقة تساعد في اتخاذ قرارات فورية تتعلق بالإخلاء أو إغلاق الطرق أو تعزيز جاهزية شبكات التصريف.

كما اعتمدت الدراسة على مراجعة موسعة للبحوث والتقارير العالمية بين عامي 2015 و2024 حول إدارة الكوارث في دول متقدمة مثل اليابان وهولندا، اللتين تمتلكان منصات بيانات مركزية لتبادل المعلومات الجيومكانية في الوقت الحقيقي. وأكدت الحنطوبي أن الإمارات تمتلك البنية التحتية الرقمية التي تؤهلها لتطبيق نموذج مشابه ويجب تطويره بما يتناسب مع طبيعة تضاريسها ومناخها.

وبينت الدراسة أن نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد يمكن أن توفر خرائط تفاعلية لمناطق الخطر، والتي يمكن تحديثها بشكل فوري، بينما يتيح الذكاء الاصطناعي دمج البيانات من الأقمار الصناعية ومحطات الأرصاد الجوية والطائرات بدون طيار في نموذج تنبؤ شامل. هذا الأمر يساعد على تحديد أولويات التدخل وتقدير مدى الخطر في كل منطقة.

ومع ذلك، أكدت الحنطوبي أن هناك تحديات تواجه تطبيق هذه التقنيات في المنطقة، مثل نقص البيانات الدقيقة وضعف التنسيق بين الجهات المعنية. ودعت إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية موحدة تضم المعلومات الجغرافية والبيئية والمناخية، بالإضافة إلى إطلاق برامج تدريب متخصصة لتأهيل الكوادر الوطنية في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الجيومكانية.

كما شددت على أهمية رفع مستوى الوعي المجتمعي حول مخاطر الفيضانات والظواهر الجوية القاسية من خلال حملات توعوية تستهدف المدارس والجامعات والمجتمع المحلي. وذكرت أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي دون وعي مجتمعي فعال يترجم المعرفة إلى سلوك عملي خلال الأزمات.

وأوضحت الحنطوبي أن الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث تمتلك أنظمة إنذار مبكر متقدمة، وأكدت أن دمج هذه الأنظمة مع خوارزميات الذكاء الاصطناعي سيعزز دقتها وسرعة تحذيراتها، وسيجعلها أكثر قدرة على التنبؤ بحالات عدم الاستقرار الجوي قبل حدوثها. وأكدت أن الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة وطنية لحماية الأرواح والممتلكات في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.

4 توصيات

خلصت الدراسة إلى أربع توصيات رئيسية تشمل ضرورة تأسيس قاعدة بيانات وطنية متكاملة، وتعزيز التعاون المؤسسي عبر منصة مركزية لتبادل المعلومات، وتدريب الخبراء المحليين في مجالات الذكاء الاصطناعي ونظم المعلومات الجغرافية، بالإضافة إلى إطلاق برامج توعية شاملة حول إدارة الكوارث الطبيعية.