2025-10-12 - الأحد

سبيس 42 تعزز قدرات الإمارات بإطلاق أقمار رادارية متطورة

{title}

أعلنت شركة «سبيس 42» عن شحن ثلاثة أقمار اصطناعية رادارية (SAR)، وهي «فورسايت-3» و«فورسايت-4» و«فورسايت-5» من «مجمّع سبيس 42 للصناعات الفضائية» في أبوظبي إلى الولايات المتحدة، حيث تم تصنيع هذه الأقمار بالتعاون مع شركة «آيس آي» (ICEYE) العالمية المتخصصة في تشغيل الأقمار الرادارية.

يمثل هذا الإنجاز التاريخي أول مرة يتم فيها تنفيذ عمليات الدمج والاختبارات اللازمة لأقمار اصطناعية رادارية داخل الإمارات، مما يعزز من قدرات الدولة ويعجل من مسيرتها نحو تحقيق «الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030». كما يسهم هذا الإنجاز في ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز إقليمي للذكاء الجيومكاني والابتكار في تقنيات الأقمار الاصطناعية والصناعات المتقدمة.

تحول كبير في صناعة الفضاء

وفي هذا السياق، صرح خالد العوضي، نائب رئيس أنظمة رصد الأرض في «سبيس 42»، قائلاً: «يمثل هذا الإنجاز لحظة فخر لدولة الإمارات و«سبيس 42». ولأول مرة، يتم اختبار أقمار اصطناعية داخل الدولة، مما يجسد تحولاً كبيراً من الاعتماد على التكنولوجيا العالمية إلى تطوير منصات محلية ومتقدمة بالتعاون مع شركاء عالميين. وستسهم هذه الأقمار في توسيع كوكبة أقمار فورسايت وتعزيز قدراتنا السيادية، وترسيخ موقع الإمارات في ريادة الجيل الجديد من تقنيات رصد الأرض المدعومة بالذكاء الاصطناعي».

التوسّع في كوكبة «فورسايت»

ستنضم «فورسايت-3» و«فورسايت-4» و«فورسايت-5» إلى كوكبة أقمار «فورسايت» لرصد الأرض التابعة لشركة «سبيس 42»، حيث ستوفر صوراً رادارية عالية الدقة بقدرة رصد تصل إلى 25 سنتيمتراً مع تغطية عالمية وفي جميع الظروف الجوية. هذا التوسع سيعزز من مستوى الوصول التكتيكي إلى منتجات الصور الرادارية المميزة، مما يتيح رؤى دقيقة لدعم الاستجابة للكوارث ومراقبة المناخ والتخطيط العمراني والخدمات اللوجستية والأمن الوطني.

وتحلل هذه الصور عبر منصة الذكاء الاصطناعي «جي آي كيو» من «سبيس 42»، التي تقدم معلومات جيومكانية بمستوى يمكّن من اتخاذ قرارات استراتيجية في مجالات التخطيط والعمليات وإدارة المخاطر لدى الحكومات والقطاع الخاص.

بعد إطلاق قمرين اصطناعيين في أغسطس 2024 ويناير 2025، تقترب الكوكبة من هدفها للوصول إلى النضج الكامل بحلول عام 2027، مما يعزز هذا التوسع مكانة «سبيس 42» في السوق العالمية المتنامية للبيانات الفورية وعالية الدقة في مجال رصد الأرض.

تعاون دولي يقود مسيرة الابتكار

يجسد تطوير الأقمار «فورسايت-3 و4 و5» أهمية التعاون الدولي وقوة توزيع مراحل التصنيع، فمن الإنتاج في فنلندا إلى الدمج والاختبار في دولة الإمارات، يبرهن هذا البرنامج على أن الشراكات العالمية تسهم في تسريع الابتكار وتعزيز مرونة سلاسل التوريد.

هذا النموذج يكرس موقع دولة الإمارات كمشغل سيادي وشريك موثوق في تطوير تقنيات رصد الأرض، ويؤكد أن التعاون مع شركات رائدة مثل «آيس آي» يعزز القدرات الوطنية ويكرس الاستقلالية.

ترسيخ القدرات السيادية

إن إنجاز عمليات التجميع والدمج والاختبار في أبوظبي يعد دليلاً على تطور الخبرة الصناعية الوطنية في تكنولوجيا الفضاء. فقد تولى مهندسون إماراتيون قيادة هذه العمليات بنجاح مع التزام كامل بالجدول الزمني والميزانية، مما يعكس الكفاءة الفنية الإماراتية.

من خلال ترسيخ هذه القدرات على أرض الدولة، تتيح «سبيس 42» لدولة الإمارات وشركائها مرونة استراتيجية للتحكم بجداول التطوير وأولويات المهام وتكوين الأنظمة، ويعد هذا المستوى من القدرات ضمانة لملاءمة الأصول الفضائية مع الأولويات الوطنية والاقتصادية، فضلاً عن إعداد جيل جديد من الكفاءات الإماراتية الرائدة.

تماشياً مع خططها المستقبلية، تعتزم «سبيس 42» مواصلة توسيع كوكبة أقمار «فورسايت» حتى عام 2027، بما يضمن تغطية عالمية شاملة ويعزز المكانة المحورية لدولة الإمارات في الاقتصاد الفضائي العالمي.