شهدت أسعار الذهب تراجعاً طفيفاً خلال تداولات يوم الخميس، بعد أن سجلت مستويات قياسية غير مسبوقة في الأيام القليلة الماضية، مدفوعة بالطلب المتزايد على الملاذات الآمنة نتيجة التوترات الجيوسياسية والمخاوف الاقتصادية العالمية. كما لعبت توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية دوراً مهماً في تحركات السوق.
انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2%، ليصل إلى 4029.86 دولار للأونصة، عقب وصوله إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4059.05 دولار يوم الأربعاء. في حين تراجعت العقود الآجلة الأمريكية للذهب تسليم ديسمبر بمعدل 0.6%، لتسجل 4047.80 دولار للأونصة.
هذا التراجع جاء نتيجة عمليات بيع لجني الأرباح بعد موجة صعود قوية دفعت الذهب لتجاوز حاجز 4000 دولار لأول مرة في تاريخه. وفي هذا السياق، أشار المحللون إلى أن هذا التحرك قد يكون طبيعياً بعد الارتفاعات القياسية.
التطورات السياسية وتأثيرها على السوق
في سياق متصل، ساهم الإعلان عن اتفاق أولي بين إسرائيل وحركة «حماس» ضمن خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن غزة في تهدئة بعض التوترات الجيوسياسية. يتضمن الاتفاق وقفاً لإطلاق النار وتبادلاً للمحتجزين، ما قد يمهد الطريق لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها تشكل «إبادة جماعية».
رغم أهمية هذا التطور السياسي، يرى كايل رودا، المحلل لدى «كابيتال. كوم»، أن الاتفاق قد يكون «ذريعة مناسبة لجني الأرباح بعد تسجيل الذهب مستوى قياسياً جديداً». وأكد رودا أن «العوامل الأساسية لا تزال داعمة لأسعار الذهب».
توقعات خفض الفائدة الأمريكية وتأثيرها على الذهب
علاوة على ذلك، أظهر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي عقد في 16 و17 سبتمبر، أن مسؤولي البنك المركزي ناقشوا ارتفاع المخاطر التي تهدد سوق العمل، ما قد يبرر خفضاً إضافياً لأسعار الفائدة. ومع استمرار الحذر بسبب التضخم، تتوقع الأسواق أن يقدم الفيدرالي على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعي أكتوبر وديسمبر، بنسبة احتمالية تبلغ 95% و83% على التوالي.
من المعروف أن الذهب يستفيد عادة من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة ومن حالات عدم اليقين الاقتصادي، كونه أصلاً لا يدر عائداً. وبالتالي، فإن أي خفض إضافي في الفائدة قد يعزز من الطلب على الذهب كملاذ آمن.
ارتفاعات ضخمة في أسعار الذهب
منذ بداية عام 2025، ارتفع سعر الذهب بنسبة 54%، مدعوماً بمشتريات البنوك المركزية العالمية وزيادة الطلب على صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب. كما ساهم ضعف الدولار وتزايد اهتمام المستثمرين الأفراد بالتحوط في مواجهة التوترات التجارية والجيوسياسية في هذا الارتفاع. بالإضافة إلى ذلك، شهدت الاضطرابات السياسية في اليابان وفرنسا، واستمرار أزمة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، دفع المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن.
أما بالنسبة لأداء المعادن النفيسة الأخرى، فقد ارتفعت الفضة بنسبة 0.4%، لتصل إلى 49.06 دولار للأونصة بعد أن سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 49.57 دولار في الجلسة السابقة. من جهة أخرى، تراجع البلاتين بنسبة 0.6% إلى 1653.52 دولار، بينما صعد البلاديوم بنسبة 1.1% إلى 1465.73 دولار.