أبوظبي/ وام
حقق فريق طبي متخصص في مدينة الشيخ خليفة الطبية، إحدى منشآت شركة «صحة»، إنجازًا طبيًا مميزًا تمثل في إنقاذ حياة طفلة تبلغ من العمر 11 عامًا بعد إصابتها بعدوى نادرة وخطيرة في عظام الجمجمة والوجه، والتي كانت تهدد حياتها بشكل كبير.
بدأت الحالة كالتهاب بسيط في الجيوب الأنفية، إلا أنها تطورت بسرعة إلى التهاب حاد في عظام الجبهة، مما أدى إلى تورم يُعرف طبيًا باسم «ورم بوت المنتفخ». هذا التدهور السريع في الحالة الصحية نتج عنه تكوّن خراج داخل الجمجمة، وظهور مضاعفات خطيرة استدعت إجراء عملية جراحية عاجلة ودقيقة بمستوى عالٍ من التخصص.
تم نقل الطفلة إلى قسم الأنف والأذن والحنجرة في مدينة الشيخ خليفة الطبية، حيث خضعت لتقييم طبي شامل، مما مكن الفريق من التشخيص الدقيق للحالة، التي تبين أنها التهاب بكتيري حاد في الجيوب الأنفية مع مضاعفات خطيرة تشمل التأثير على عظام الجمجمة والأنسجة المحيطة بالدماغ.
تم تنفيذ خطة علاجية وجراحية متكاملة تضمنت تنظيف الجيوب الأنفية باستخدام المنظار، وتصريف الخراج الموجود في الجبهة وأيضًا الخراج داخل الجمجمة. شملت العملية إزالة الأنسجة والعظام المصابة، وإعادة بناء عظمة الجبهة باستخدام شبكة من التيتانيوم مصممة خصيصًا لحالة الطفلة.
أكد الدكتور ريمون بعزق، الطبيب الاستشاري في مناظير الأنف والجيوب الأنفية بمدينة الشيخ خليفة الطبية، أن الحالة شكلت تحديًا طبيًا استثنائيًا، حيث جمعت بين عدوى بكتيرية متقدمة وتلف هيكلي معقد في عظام الجمجمة، مما تطلب تدخلًا جراحيًا عالي الدقة وتنسيقًا فوريًا بين مختلف التخصصات الطبية.
أوضح الدكتور بعزق أن الفريق الطبي تعامل مع الحالة وفق خطة علاجية مدروسة تعتمد على التكامل بين الخبرة الجراحية والتقنيات المتقدمة والتقييم الدقيق للمضاعفات. وأكد أن الهدف لم يكن فقط القضاء على العدوى، بل استعادة بنية الجمجمة ووظائفها الحيوية وتحقيق التعافي الشامل للمريضة.
وفي النهاية، جاءت النتائج الجراحية مميزة على المستويين الطبي والتجميلي، حيث تم القضاء الكامل على الالتهاب والخراج، وإعادة بناء العظام المصابة بنجاح تام.