في حديثه الأخير، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى ضرورة إعادة تنظيم مهام القواعد الروسية المنتشرة في سوريا، موضحًا أن هذه الخطوة تأتي في إطار تطوير الاستراتيجيات العسكرية والسياسية لروسيا في المنطقة. واعتبر لافروف أن الوضع في سوريا يتطلب إعادة تقييم للأدوار والمهام المنوطة بالقوات الروسية، خصوصًا في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها الحكومة السورية. وأوضح لافروف في حديثه أن الوجود الروسي في سوريا يجب أن يتكيف مع الظروف المتغيرة، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية يجب أن تكون مدروسة بدقة لتلبية احتياجات الدفاع عن الأمن القومي الروسي.
وفي سياق متصل، أكد لافروف على أهمية التعاون مع الحلفاء في المنطقة لضمان استقرار الأوضاع، حيث أشار إلى أن عدم الاستقرار في سوريا يمكن أن ينعكس سلبًا على المصالح الروسية. كما شدد على أن القواعد الروسية يجب أن تلعب دورًا فعالًا في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي. وفي هذا الإطار، أضاف لافروف أنه ينبغي على روسيا العمل بشكل وثيق مع الحكومة السورية لضمان استعادة السيطرة على المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الجماعات الإرهابية.
كما تطرق لافروف إلى العلاقات مع الدول الأخرى في المنطقة، مشيرًا إلى أن روسيا تسعى إلى تعزيز شراكاتها مع الدول العربية، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب. وأكد أن هناك فرصًا كبيرة للتعاون في مجالات متعددة، بما في ذلك الاقتصاد والطاقة. وأوضح أن هذه الشراكات يمكن أن تسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة وتعزيز الأمن القومي لكل من روسيا والدول العربية.
وتعليقًا على الوضع العسكري، أشار لافروف إلى أن القوات الروسية ستقوم بتعزيز وجودها في بعض المناطق الاستراتيجية، وذلك لضمان قدرتها على الرد السريع على أي تهديدات محتملة. وأوضح أن هذه الخطوات تأتي في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الأمن القومي الروسي وحماية المصالح الوطنية.
وختامًا، دعا لافروف إلى ضرورة استمرار الحوار مع جميع الأطراف المعنية في سوريا، مؤكدًا أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد. وأكد أن روسيا ستستمر في دعم جهود الأمم المتحدة في هذا الصدد، مشددًا على أهمية التوصل إلى تسوية شاملة تضمن حقوق جميع فئات الشعب السوري.