دخلت العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة، الثلاثاء، مرحلة الاستنزاف الطويلة، وسط تحديات معقدة تتعلق بالسيطرة على السكان وتعامل الجيش مع ما بعد الانتصار المتوقع على حركة حماس، وفق صحيفة "معاريف" العبرية.
وأوضحت الصحيفة أن نحو خمسة آلاف عنصر من حركة حماس متحصنين في المدينة، نصفهم مدربون ضمن لواء مدينة غزة، فيما يمثل النصف الآخر مراهقين أو عناصر من فصائل أخرى. ويُتوقع أن يعتمد هؤلاء على أساليب حرب العصابات، مع محاولتهم الحفاظ على نفوذهم داخل المدينة.
ويعمل الجيش الإسرائيلي حاليًا على تنفيذ عملية "التاج" للسيطرة على معظم مناطق المدينة، مع التركيز على فصل السكان عن مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي. إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن السكان المدنيين ليسوا في عجلة من أمرهم لمغادرة المدينة، ما يشكل تحديًا رئيسيًا للجيش.
وأكدت "معاريف" أن احتلال المدينة مسألة محسومة، لكن العمليات ستستمر لأسابيع وربما أشهر، نظراً لحرص الجيش على حماية حياة الرهائن والمقاتلين المدنيين.
وبحسب مسؤول كبير في جيش الدفاع الإسرائيلي، فإن إقامة حكومة عسكرية في غزة بعد الانتصار على حماس قد تضع إسرائيل أمام تحديات سياسية واقتصادية هائلة، تشمل توفير الغذاء والماء والرعاية الصحية والتعليم والأمن، ما قد يؤدي إلى إرهاق موارد الدولة لعقود.
وأشار المسؤول إلى أن الشباب الإسرائيليين المشاركين في القتال يحلمون باستقلال مالي لعائلاتهم، إلا أن الإدارة العسكرية في غزة قد تقيد هذه الطموحات، لتصبح حياتهم الاقتصادية محدودة للغاية.
ونوهت الصحيفة بأن الوزير إيتمار بن غفير كان من أوائل المسؤولين الإسرائيليين الذين أدركوا خطورة المرحلة المقبلة، فسارع إلى تقديم وعود بشرعية عمل الشرطة الإسرائيلية في المدينة لضمان استقرار السيطرة.