شهدت العاصمة اللبنانية بيروت وعدد من المدن الشمالية، اليوم الأربعاء، تحركات احتجاجية واسعة نفذها العسكريون المتقاعدون في الجيش اللبناني، احتجاجًا على تراجع وضعهم المعيشي ومطالبتهم بتصحيح الأجور.
وفي بيروت، قطع المتقاعدون الطريق عند محلة الصيفي، بينما شهدت طرابلس شمال البلاد قطعًا مماثلًا عند شارع البالما وأمام مصرف لبنان، حيث أضرم المحتجون الإطارات أمام المدخل الرئيسي، وسط هتافات منددة بالسياسات الاقتصادية والمالية للحكومة اللبنانية.
وقالت مراسلة RT إن التحرك الاحتجاجي شمل ساحة رياض الصلح في وسط بيروت، بدعوة من رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية، وانضمت إليه رابطة موظفي الإدارة العامة تضامنًا مع العسكريين المتقاعدين ومطالبهم المالية.
وحاول عدد من المعتصمين إزالة الشريط الشائك الذي يفصل السراي الحكومي، وتجاوز السور الفاصل، وصعد بعضهم على آليات الإطفاء، بالرغم من الدعوات المتكررة للتهدئة من العميدين جورج نادر وشامل روكز. كما عمد المحتجون إلى إحراق الأعشاب في المنطقة.
وطلب العميد نادر من المعتصمين الابتعاد عن عناصر الجيش والقوى الأمنية، مؤكدًا أنه "لن يسمح بأي صدام تحت أي عنوان، وسيتم منع قطع الطرق أمام المواطنين". إلا أن صيحات الغضب كانت واضحة بين المتظاهرين، مع انقسام واضح في الرأي بين من يطالب بالتصعيد ومن يفضل التهدئة.
وأدت الاحتجاجات إلى شلل جزئي في حركة السير في وسط بيروت وطرابلس، مع لجوء المحتجين إلى إشعال الإطارات وإغلاق الشوارع الرئيسية، مؤكدين على استمرار تحركاتهم حتى تلبية مطالبهم المالية المتعلقة بإعادة النظر برواتبهم ومعاشاتهم.
ويأتي هذا التحرك في ظل أزمة اقتصادية حادة تعيشها لبنان، حيث يعاني المواطنون من تدهور قيمة الليرة اللبنانية وارتفاع تكاليف المعيشة، ما دفع شريحة واسعة من المتقاعدين العسكريين إلى النزول إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم.