2025-10-12 - الأحد

الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط بين الوعود والتحديات

{title}

تواجه شركات الشرق الأوسط تحديات كبيرة في تهيئة كوادرها للتكيف مع التحولات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، في وقت يعتمد فيه الموظفون بشكل متزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي الموجهة للمستهلك، مثل «شات جي بي تي» و«جيميني»، لإنجاز مهامهم اليومية.

وأظهر تقرير لموقع، استنادًا إلى أبحاث «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» (MIT)، أن التحديات الحقيقية لا تكمن في قدرات التكنولوجيا بحد ذاتها، بل في أسلوب تطبيقها داخل المؤسسات، حيث لم تحقق 95% من استثمارات الشركات في تقنيات الذكاء الاصطناعي أي عوائد ملموسة حتى الآن. ويعود السبب الرئيس إلى طريقة نشر هذه الحلول داخل المؤسسات، وليس إلى إمكاناتها التقنية.

وفي الإمارات، أظهرت دراسة لشركة «إندافا» (Endava) أن واحدًا من كل أربعة من صناع القرار يعتبرون مؤسساتهم جاهزة فعليًا لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة في إدارة البيانات والتحليلات. فيما كشف تقرير لشركة «كورن فيري» (Korn Ferr) أن 5% فقط من قادة الموارد البشرية عالميًا، ومن بينهم في الشرق الأوسط، يشعرون بالجاهزية لإدماج هذه التقنيات بشكل كامل.

ورغم بطء الشركات في دمج الذكاء الاصطناعي، يُظهر الموظفون حضورًا لافتًا، حيث يستخدم 80% من المهنيين في الإمارات أدوات الذكاء الاصطناعي بانتظام في أعمالهم اليومية، وفق تقرير لشركة «لينكد إن». ويعتمد كثير منهم على منصات مفتوحة مثل «شات جي بي تي» و«جيميني»، حتى مع وجود استثمارات مؤسسية في أنظمة خاصة.

وأكد خبراء أن المشكلة الأساسية تكمن في التنظيم والإدارة، لا التكنولوجيا نفسها. وقال أنيل خورانا من كلية «ماكدونو للأعمال بجامعة جورجتاون»: «التكنولوجيا ليست العائق الأكبر، بل كيفية تطبيقها على أرض الواقع». وأضاف ليفنت إرجين، كبير الاستراتيجيين في شركة «إنفورماتيكا» (Informatica): «العنق الزجاجي يتمثل في نضج المؤسسات وثقافة البيانات، لا في التكنولوجيا».

وأشار الخبراء إلى أن فرق الإدارة، رغم شعورها بضغط تبني الذكاء الاصطناعي، تصطدم بواقع يتمثل في اقتصار الجهود على مشاريع تجريبية معزولة، وتحديات ناتجة عن أطر تنظيمية متغيرة، وضعف التنسيق مع أقسام المخاطر والشؤون القانونية والامتثال.

رغم العقبات، سجلت بعض المؤسسات نجاحات بارزة. فقد أفادت «غيت هاب» بأن مساعدها البرمجي «كوبايلوت» رفع إنتاجية المبرمجين بنسبة تصل إلى 55%، بينما أشارت «آي بي إم» إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي خفّض وقت معالجة الفرق المالية بنسبة 80%، ما وفر آلاف الساعات وقلل معدل الأخطاء.

وقال المدير العام لشركة «إندافا» في الإمارات والسعودية، ديفيد بوست: «بطء الدمج لا يعكس فشلًا، بل يعكس عمق التحول المطلوب. شهدنا انفجارًا في استخدام الذكاء الاصطناعي خلال ثلاث سنوات، لكن البنية التحتية المؤسسية تحتاج إلى مزيد من الوقت للنضج». وأضاف: «نحن في مرحلة انتقالية؛ من اعتبار الذكاء الاصطناعي أداة جديدة إلى التعامل معه كضرورة استراتيجية، وهذا يتطلب خطوات مدروسة ومنهجية، وليس تحولًا بين ليلة وضحاها».