أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن إطلاق خطة وطنية شاملة تهدف إلى دعم وتعزيز صحة كبار السن. تتضمن هذه الحملة التوعوية الوطنية التي تحمل شعار «خلك قريب.. وجودك صحة ووقاية»، والتي تستمر لمدة شهر كامل. تأتي هذه الحملة بالتزامن مع تدشين الإطار الوطني للتقدم في العمر بصحة ورعاية 2025–2031، بالإضافة إلى مجموعة من المبادرات الوطنية الرائدة التي تركز على تحسين جودة حياة كبار السن والوقاية من الخرف. هذه الجهود تأتي ضمن إطار التعاون بين الوزارة والشركاء لنشر مفاهيم التقدم الصحي في العمر وتعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية مع كبار السن، مما يعزز قيم التكافل والتلاحم في المجتمع.
تم الإعلان عن هذه الخطة خلال فعالية نظمتها الوزارة في دبي، بحضور الدكتور حسين الرند، الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة، وممثلين عن منظمة الصحة العالمية ووزارات مختلفة مثل التربية والتعليم والرياضة والأسرة، بالإضافة إلى مركز أبوظبي للصحة العامة ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية.
تهدف الحملة إلى زيادة الوعي المجتمعي بأهمية الاكتشاف المبكر للتغيرات الجسدية والنفسية المرتبطة بالشيخوخة، وتوفير بيئة داعمة تسهم في تقليل العزلة الاجتماعية وتعزيز الصحة النفسية. كما تسعى الحملة إلى تعزيز دور الأسرة والمجتمع في رعاية كبار السن وصون كرامتهم، وتشجيع الفحوص الوقائية ونشر السلوكيات الصحية المستدامة.
تستند الحملة إلى شراكات وطنية واسعة، مما يضمن تكامل الجهود الحكومية والمجتمعية لتحقيق تأثير شامل يسهم في استدامة بناء مجتمع صحي متلاحم. كما تؤكد الحملة على أهمية صحة كبار السن كمحور رئيسي في مسيرة الرفاه الاجتماعي وجودة الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، أطلقت الوزارة «الإطار الوطني للتقدم في العمر بصحة ورعاية 2025-2031» بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية، والذي يستهدف الفئة العمرية من 60 عاماً فما فوق. يهدف هذا الإطار إلى ضمان الشيخوخة الصحية من خلال توفير رعاية صحية واجتماعية ونفسية متكاملة، وتعزيز جودة الحياة والمشاركة المجتمعية لكبار السن، مع الحفاظ على كرامتهم واستقلاليتهم، وذلك استناداً إلى الخطة العالمية للتمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.
كما تم الإعلان عن مبادرة «سفراء الصحة والعمر المديد» بالتعاون مع مركز أبوظبي للصحة العامة ووزارة الرياضة. هذه المبادرة تعد إحدى الأدوات التنفيذية للإطار الوطني، وتهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية تبني أسلوب حياة صحي ومستدام. كما تدعم جهود الدولة في زيادة الوعي بمفاهيم التقدم الصحي في العمر من خلال تدريب مجموعة من الأفراد الملتزمين بأسلوب حياة صحي ونشط اجتماعياً، ليصبحوا سفراء لنشر الرسائل الصحية الإيجابية.
أكد الدكتور حسين الرند أن إطلاق الخطة المتكاملة لتعزيز صحة كبار السن يمثل محطة استراتيجية تعكس التزام الدولة بتحسين صحة المجتمع وضمان رفاه جميع أفراده في مختلف المراحل العمرية. كما أشار إلى أن كبار السن هم الذاكرة الحية للوطن، ويستحقون كل مقومات الحياة الكريمة، بدءاً من الرعاية الصحية المتكاملة وصولاً إلى المشاركة المجتمعية الفاعلة.