2025-10-12 - الأحد

أوبر تتخلى عن كوت ديفوار: تحديات التكنولوجيا في الأسواق الناشئة

{title}

أعلنت شركة أوبر الأميركية للتنقل عن إنهاء خدماتها في كوت ديفوار، منهية بذلك تجربة استمرت 6 سنوات في العاصمة الاقتصادية أبيدجان، التي كانت أول مدينة في غرب أفريقيا تدخلها الشركة عام 2019. توقفت الخدمة رسمياً في 24 سبتمبر/ أيلول 2025.

يمثل انسحاب أوبر حلقة جديدة في سلسلة التحديات التي تواجه شركات التكنولوجيا العالمية في القارة الأفريقية. النماذج التشغيلية الموحدة التي تعتمدها هذه الشركات غالباً ما تصطدم بواقع محلي مختلف، سواء من حيث الثقافة أو اللوائح التنظيمية، مما يضعف قدرتها على المنافسة أمام منصات أكثر التصاقاً بالسوق.

منافسة شرسة وتباين في أنماط الدفع

عند دخولها السوق عام 2019، راهنت أوبر على النمو السريع لقطاع النقل الحضري في أبيدجان. غير أن المشهد تغيّر سريعاً مع بروز منافسين أقوياء، أبرزهم شركة هيتش الفرنسية ويانغو التابعة لمجموعة "ياندكس" الروسية، اللتان حصلتا على اعتماد رسمي من السلطات.

إضافة إلى ذلك، اصطدم نموذج أوبر المالي بتوقعات السائقين، إذ اعتمدت الشركة على تسويات أسبوعية للأجور، في حين يفضل كثير من السائقين في سوق تعتمد كثيراً على الدفع النقدي، الحصول على مستحقاتهم بشكل يومي.

أسباب الانسحاب

لم تُعلن أوبر رسمياً عن دوافع قرارها، لكن مصادر مطلعة أشارت إلى جملة من العوامل، أبرزها العراقيل التنظيمية وتكاليف الامتثال المرتفعة، إلى جانب المصاريف التشغيلية العالية. كما لعبت المنافسة الشرسة من منصات أكثر قدرة على التكيّف مع خصوصيات السوق المحلية دوراً حاسماً في تقليص حصة أوبر.

لطالما شكّل قطاع التنقل في أبيدجان ساحة صراع بين المنصات الرقمية وسائقي سيارات الأجرة التقليديين. ويعكس انسحاب أوبر أن الشهرة العالمية وحدها لا تكفي لضمان البقاء في أسواق ناشئة، حيث تظل القدرة على التكيّف مع العادات الاقتصادية والتنظيمية المحلية عاملاً حاسماً في استمرارية أي منصة.