أعلنت شركة "أوبن إيه آي" عن إطلاق الجيل الجديد من نموذج توليد مقاطع الفيديو بالذكاء الاصطناعي "سورا 2" (Sora 2)، والذي يتمتع بقدرات متفوقة في محاكاة مقاطع الفيديو والأصوات بشكل يقترب من الواقع، وذلك وفق تقرير حديث نشرته "إن بي سي".
يوفر تطبيق "سورا 2" منصة خاصة لمشاركة مقاطع الفيديو مباشرة داخل التطبيق، ورغم أن النموذج لا يزال في مرحلته التجريبية، إلا أن المقاطع المولدة باستخدامه قد اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي.
تعتبر الشركة أن النموذج هو الأفضل في العالم لتوليد مقاطع الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يمكنه دمج الأشخاص الحقيقيين في مقاطع تخيلية وجعلها تبدو أكثر واقعية. فهل سيثبت النموذج فعلاً صحة ادعاءات الشركة؟
إطاعة أفضل لقواعد الفيزياء
يمتاز "سورا 2" بقدرته على الالتزام بقواعد الفيزياء بشكل أفضل، مما يجعل النتائج التي يقدمها أقرب إلى الواقع بشكل كبير. هذا الأمر ينطبق على جميع الوظائف التي كان الجيل الأول من النموذج يعاني في تنفيذها، مثل إنتاج مقاطع فيديو للحركات البهلوانية أو الرياضات الصعبة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للنموذج توليد الأصوات بشكل أقرب إلى الواقع، وهو ما لم يكن ممكنًا مع الجيل السابق.
أوضحت "أوبن إيه آي" أن "سورا 2" ليس مثالياً ويمكن تحسينه بشكل كبير، لكنه يمثل دليلاً واضحاً على تقدم الشبكات العصبية في نماذج توليد الفيديو واقترابها من الواقعية.
يمكن القول إن التحسينات التي يقدمها "سورا 2" في جودة المقاطع المولدة تشبه تلك التي قدمها "فيو 3" من "غوغل" عند طرحه للمرة الأولى.
تضع الشركة علامة مائية تتغير تلقائياً داخل الفيديو أثناء تشغيله لحماية المستخدمين ومنعهم من استخدام المقاطع بشكل احتيالي. كما أن وضع أي مستخدم في أي مقطع فيديو يتطلب منه تسجيل مقطع فيديو يوضح معالمه ويتحدث فيه.
تؤكد "أوبن إيه آي" أن قيود الرقابة الأبوية الموجودة في "شات جي بي تي" تمتد أيضاً إلى "سورا 2" لحماية المراهقين، كما أن النموذج يعمل وفق مجموعة من القيود الأكثر صرامة لمنع توليد المقاطع المسيئة بمختلف الأنواع.
مقاطع فيديو خيالية أقرب إلى الواقع
أثار "سورا 2" ضجة كبيرة منذ إطلاقه، حيث بدأ المستخدمون في استخدامه لتوليد مقاطع فيديو تبدو واقعية للغاية ولكنها غير منطقية، مما أدى إلى انتشارها على منصات التواصل الاجتماعي.
خلال الإعلان عن النموذج، قام غابرييل بيترسون بإظهار قدرات النموذج من خلال نشر مقطع فيديو على منصة "إكس" يظهر فيه صورته وهو يركب تنينًا، ويقفز من سفينة شحن، ويركض عبر مكتب "أوبن إيه آي" مع الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان.
في مقطع آخر، يظهر ألتمان وهو يسرق رسوماً فنية من استوديو "غيبلي" الشهير، كما يظهر في مقطع آخر وهو يسرق متجراً بعد أن صدمه بسيارته، بالإضافة إلى العديد من المقاطع الأخرى التي تستخدم أساليب رسم مختلفة ولكنها تبدو واقعية للغاية.
شارك أحد مستخدمي منصة "إكس" مقطعاً تخيلياً من تصميمه يستعرض مجموعة من مسلسلات الأنمي بأساليب الرسم الخاصة بكل شركة، ولكنها جميعاً مقاطع غير حقيقية مولدة بالنموذج، وجمع المقطع أكثر من 13 مليون مشاهدة.
إقبال غير مسبوق
شهد النموذج إقبالاً غير مسبوق من المستخدمين، على الرغم من أنه يعتمد حالياً على نظام الدعوات فقط، حيث لا يمكن للمستخدمين الوصول إليه دون وجود دعوة مسبقة.
هذا الأمر لم يمنع بعض المستخدمين من عرض الدعوات للبيع، حيث أشار تقرير من موقع "404 ميديا" إلى أن دعوات الوصول إلى المنصة تباع في منصة "إي باي" (Ebay) بسعر يصل إلى 15 دولار للدعوة الواحدة.
تكرر الأمر ذاته في منصات التواصل الاجتماعي مثل "إكس" و"ريديت" التي شهدت عمليات بيع للأكواد الخاصة بالمنصة.
أوضحت "أوبن إيه آي" أن إطلاق المنصة سيظل محدوداً لفترة مع حدود إنتاج مقاطع فيديو كبيرة، ثم سيتم توسيع نطاق الإطلاق التجريبي ليشمل بقية الدول.