2025-10-12 - الأحد

استعدادات رئيسة المكسيك لاتفاق تجاري مع الولايات المتحدة لتعزيز الاقتصاد

{title}

أبدت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم تفاؤلها بشأن إمكانية الوصول إلى اتفاق تجاري مثمر مع الولايات المتحدة، وذلك خلال احتفالها بمرور عام على توليها الرئاسة. شهدت ساحة زوكالو الرئيسية في مكسيكو سيتي تجمع الآلاف للاحتفال بهذه المناسبة التاريخية، حيث كانت شينباوم أول امرأة تتولى رئاسة البلاد منذ أكتوبر 2024.

تزينت الساحة بالأعلام الوطنية، وقدمت الفرق الموسيقية عروضها، بينما انتشرت أكشاك الطعام والهدايا التذكارية، وتم إطلاق بالونات تحمل رسائل دعم للرئيسة اليسارية البالغة 63 عامًا. حققت شينباوم شعبية كبيرة خلال عامها الأول بفضل سياساتها الاجتماعية الجريئة، وعدم انصياعها للضغوط التي مارسها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي هدد بفرض رسوم جمركية مرتفعة على المنتجات المكسيكية.

خاطبت شينباوم الحشد قائلة: "أنا واثقة بأننا سنتوصل إلى اتفاق جيد مع الولايات المتحدة وجميع دول العالم الأخرى فيما يتعلق بالتجارة"، مشيرة إلى مراجعة اتفاقية ثلاثية مع الولايات المتحدة وكندا العام المقبل.

الاقتصاد المكسيكي وأثر الاتفاقيات التجارية

تستقبل الولايات المتحدة أكثر من 80% من صادرات المكسيك، مما يجعل هذه الاتفاقية حيوية للاقتصاد الوطني. تعتبر هذه الاتفاقية أساسية لتأمين الأموال اللازمة لتمويل خطة شينباوم للرعاية الاجتماعية، التي وصفتها بأنها "الأكثر طموحًا في تاريخ المكسيك".

أشارت شينباوم إلى أن نحو 21 مليون شخص من سكان البلاد البالغ عددهم 130 مليون نسمة يستفيدون من هذه البرامج، بما في ذلك المزارعين والطلاب والمتقاعدين. وقد بلغ إجمالي استثمارات الحكومة في هذه البرامج الاجتماعية نحو 54.3 مليار دولار هذا العام، ما يعادل 12% من ميزانية البلاد، مع خطط لمبلغ مماثل لعام 2026.

وحققت برامج شينباوم للمعاشات التقاعدية والمنح الدراسية والمساعدات المالية نسبة تأييد تجاوزت 70%، وفقًا لثلاثة استطلاعات رأي نُشرت الأسبوع الماضي. ويعتمد نجاح شينباوم في سياساتها على انخفاض مستويات الفقر التي بدأت في عهد سلفها، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، حيث تم انتشال 8.3 مليون شخص من براثن الفقر بين عامي 2020 و2024.

التحديات الأمنية والاقتصادية

لكن استطلاعات الرأي التي أجريت لصالح صحيفتي "إل باييس" و"إل فينانسييرو" أشارت إلى أن شينباوم تواجه تحديات أكبر في مجال مكافحة الجريمة المنظمة والحفاظ على الاستقرار المالي في البلاد. ومن المتوقع أن ينمو ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية بنسبة 0.5% فقط هذا العام، وبحد أقصى 1.4% في عام 2026 وفقًا للخبراء والبنك المركزي المكسيكي.

تُضاف إلى هذه التحديات معاناة البلاد من انخفاض التحويلات المالية، التي تأتي أساسًا من الولايات المتحدة. وفي أغسطس، سجلت المكسيك انخفاضًا للشهر الخامس على التوالي في هذه التحويلات وسط الضغوط التي مارسها ترامب لترحيل المهاجرين.