يعد زيت الزيتون من الزيوت الأكثر صحة وفقًا لما يراه المتخصصون في علوم التغذية، حيث يتمتع بمجموعة من الفوائد الصحية المهمة. فهو يلعب دورًا حاسمًا في حماية القلب والشرايين، وتقليل الدهون الضارة، وتعزيز أداء المخ والجهاز المناعي.
ومع ذلك، فإن الكثير من الأشخاص يواجهون صعوبة في اختيار زيت الزيتون المناسب بسبب تنوع الأنواع المتاحة في الأسواق. لذا، توصي د. ياسمين فوزي، الباحثة في معهد تكنولوجيا الأغذية في مصر، بضرورة التعرف على جودة زيت الزيتون قبل الشراء. حيث يمكن التمييز بين الزيت الأصلي والمقلد من خلال اتباع مجموعة من الخطوات.
تشير د. فوزي إلى أن من أبرز تلك الخطوات التحقق من وجود عبارة "زيت بكر ممتاز" أو "Extra Virgin" على العبوة. فهذه الأنواع تحتوي على أعلى تركيز من المركبات المفيدة، لأنها تُستخرج بطريقة الضغط البارد دون تسخين أو تكرير. كما يُفضل أن يكون الزيت معبأ في زجاجة داكنة اللون، لحمايته من تأثير الضوء، حيث أن التخزين الخاطئ في الضوء أو الحرارة يمكن أن يضر بالقيم الغذائية والصحية للزيت.
يجب أن يتمتع زيت الزيتون برائحة عشبية قوية ومذاق حار قليلًا عند بلعه، فهذا يعكس مدى قوة مضادات الأكسدة الموجودة فيه. وتؤكد د. فوزي على ضرورة تجنب شراء عبوات زيت الزيتون التي تحمل عبارات مثل "زيت زيتون نقي" أو "زيت زيتون مكرر"، حيث تدل هذه العبارات على أن الزيت أقل جودة وغالبًا ما يكون ناجمًا عن العصرة الثالثة.
توضح د. فوزي أن التركيب الكيميائي لزيت الزيتون معقد ويتميز بخصائص فريدة، مما يجعله من أكثر الزيوت فائدة للصحة وأكثرها استقرارًا عند الاستخدام الغذائي والطبي، لذا يجب اختيار الأنواع الجيدة بعناية.
مكونات زيت الزيتون وفوائده الصحية
تستعرض د. ياسمين فوزي إحصائيات دقيقة حول محتويات زيت الزيتون الغذائية والمناعية. حيث تتراوح نسبة "حمض الأوليك"، الذي يساهم في خفض الدهون الضارة والكوليسترول، بين 55% إلى 83%. بينما تبلغ نسبة "حمض اللينوليك"، الذي يُعتبر دهونًا أساسية وفيتامين "إيه"، حوالي 3.5% - 21%. أما نسبة "حمض البالمتيك"، وهو نوع من الدهون المشبعة، فتصل إلى 7.5% إلى 20%، بينما تبلغ نسبة "حمض الستيريك" نحو 0.5% إلى 5%. وتُقدر نسبة "الأوميجا 3" بنحو 1.5%.
تشير د. فوزي إلى أن زيت الزيتون يحتوي على مركبات فعالة تُعتبر من بين الأهم للصحة، حيث يحتوي زيت الزيتون البكر على مواد غير دهنية بنسبة 1–2%، تتضمن "بولي فينولات"، التي تُعد من أقوى مضادات الأكسدة في محاربة الجذور الحرة والشيخوخة. كما يحتوي أيضًا على السكوالين كمُرطب قوي ومفيد للجلد، بالإضافة إلى "الستيرولات النباتية" التي تساهم في خفض مستويات الكوليسترول. هذا إلى جانب "ألفا توكوفيرول"، وهو الشكل الفعَّال من فيتامين "إيه" و"أوليوكانثال"، الذي يُعتبر مضادًا قويًا للالتهابات.
