تتألق النسخة الـ 12 من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، الذي تنظمه مؤسسة «فن»، بتشكيلة متنوعة من الجلسات النقاشية. يهدف المهرجان إلى توفير منصة مبتكرة تجمع بين صناع الأفلام والمبدعين من مختلف أنحاء العالم، حيث يحتفى بهم ويُعطى لهم الفرصة لعرض أعمالهم أمام جميع شرائح المجتمع.
تتضمن أجندة المهرجان، الذي يستمر حتى يوم الأحد، جلسة بعنوان «صنّاع الأفلام الإماراتيون: التجارب والتحديات»، والتي عُقدت في مجمّع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار. أدار الجلسة عبدالله آل علي، حيث استعرضت تجارب مجموعة من المخرجين وأثر البيئة الثقافية والدعم المؤسسي في أعمالهم.
أشارت فاطمة الشامسي خلال الجلسة إلى أن الإمارات تمتلك فرصًا عديدة جعلتها بيئة مثالية للإبداع والتعاون. وذكرت أن دخولها عالم السينما جاء بدافع رغبتها في تغيير الصورة النمطية المرسومة عن الثقافة العربية في الإعلام الأجنبي. وأضافت: «في البداية، واجهتُ تحدياً كبيراً في الحصول على التمويل، لكنني تمكنت من إيجاد طرق بديلة للوصول إلى ما أطمح إليه، وهو ما أكسبني خبرة واسعة في هذا المجال ومكّنني من إتقان الجانب التقني من صناعة الأفلام».
التحديات والفرص في السينما الإماراتية
من جانبه، تحدث المخرج علي فؤاد قائلاً: «شكلت قلة الأفلام التي تمثّل ثقافتنا الإماراتية نقطة تحوّل في حياتي. وهذا ما دفعني إلى دخول هذا المجال للتعبير عنها وتقديمها بقوالب سينمائية تليق بها». وأشار إلى أنه واجه تحديات في التمويل وإيجاد الشخصيات المناسبة لفيلمه الأحدث «هو يا مال»، الذي حرص فيه على المحافظة على جوهر القصة وأصالتها.
كما أقيمت جلسة أخرى تناولت «عرض المشاريع السينمائية في المنطقة العربية وتقديم فيلمك للسوق السينمائي العالمي»، والتي أدارها محمد قبلاوي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمهرجان مالمو للسينما العربية. وتناولت الجلسة أساليب تطوير عرض المشاريع السينمائية واستراتيجيات الإقناع ومتطلبات التمويل.
خلال هذه الجلسة، أكد طلال الأسمني، رئيس قسم المحتوى المحلي في «إيمج نيشن أبوظبي»، أن الأصالة والمحتوى يشكلان جوهر صناعة الأفلام. وأوضح أن نجاح أي عمل سينمائي يبدأ من فكرة قادرة على جذب الجمهور. وأشار أيضًا إلى أهمية مرحلة التصور المسبق وإثبات الفكرة لضمان وضوح الرؤية.
وفي السياق ذاته، أكد المخرج والممثل السوري ماهر صليبي أن العديد من صنّاع الأفلام الشباب يركزون على الشكل أكثر من جوهر الفكرة. وأوضح أنه عند تقييم عرض مشروع فيلم، يبحث دائمًا عن الفكرة القوية، لأن العرض المقنع يبدأ من فكرة مبدعة.
في النهاية، لفتت ندى اللحيدان، مدير البرامج والمشاريع الثقافية في مهرجان أفلام السعودية، إلى أن معظم المهرجانات السينمائية تضم أقساماً مخصصة للتمويل لدعم صنّاع الأفلام خلال مرحلتي الإنتاج وما بعده، مشددة على أهمية قوة العرض في قبول المشاريع.