بيروت-أ ف ب
توجه وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بيروت يوم الجمعة، في زيارة تعتبر الأولى لمسؤول رسمي من سوريا بعد انهيار نظام الأسد. تأتي هذه الزيارة في وقت يسعى فيه كلا البلدين إلى تعزيز العلاقات وفتح صفحة جديدة في تاريخهما المشترك.
وخلال لقائه نظيره اللبناني يوسف رجّي، وصف الشيباني الزيارة بـ«التاريخية»، مشيراً إلى أنها تعكس التوجه الجديد لسوريا نحو لبنان. وأكد الشيباني احترام السلطات السورية الحالية لسيادة لبنان ومبدأ عدم التدخل في شؤونه الداخلية، ما يمثل تحولاً جذرياً في السياسة السورية تجاه جارتها.
على مدار ثلاثة عقود، كانت سوريا تحت حكم الأسد تفرض وصاية سياسية على لبنان، حيث اتُهمت مراراً باغتيال شخصيات لبنانية بارزة ومصادرة القرار اللبناني، بينما كانت قواتها العسكرية منتشرة في البلاد. وأكد الشيباني، معبراً عن نية بلاده، قائلاً: «نريد أن نتجاوز مع لبنان عقبات الماضي».
رافق الشيباني في زيارته وفد من المسؤولين، بما في ذلك وزير العدل مظهر الويس، حيث تم تناول مجموعة من القضايا الهامة خلال المحادثات. ومن بين المواضيع التي تم طرحها، قضية السجناء السوريين في لبنان، حيث تطالب الحكومة السورية باستردادهم.
تأتي هذه الخطوة في إطار مساعي الحكومة السورية لإعادة بناء العلاقات مع الدول العربية، خاصة بعد سنوات من العزلة الدولية. إذ تأمل دمشق في تحسين موقفها السياسي والاقتصادي من خلال تعزيز التعاون مع لبنان، وهو ما قد ينعكس إيجاباً على استقرار المنطقة. كما أن هناك اهتماماً كبيراً بمستقبل العلاقات الثنائية وكيف يمكن أن تؤثر على الوضع الأمني في لبنان، الذي لا يزال يعاني من العديد من التحديات.
