تُظهر ظاهرة جديدة تُعرف باسم «الضيف الغريب» أو «الرجل المُشرد» الوجه المقلق لاستخدام الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي في المزاح. اجتاحت هذه الظاهرة منصات التواصل الاجتماعي، مما أثار موجة من القلق بين المستخدمين، وخاصةً أولياء الأمور. وقد أدت إلى استنفار أمني وتحذيرات صحية وقانونية في عدة دول.
يستند هذا التريند إلى تداول صور مفبركة لأشخاص غرباء داخل منازل الآخرين، تُرسل عبر تطبيقات مثل «تيك توك» و«إنستغرام» و«سناب شات». تظهر هذه الصور «الضيف الغريب» بملامح مخيفة أو نظرات مريبة، وكأنه يتواجد داخل غرفة النوم أو المطبخ دون علم أو إذن أصحاب المنزل.
على الرغم من أن الصور مزيفة بالكامل ومُعالجة باستخدام الذكاء الاصطناعي، إلا أن تأثيرها النفسي كان واقعياً للغاية. وقد توسعت هذه الظاهرة لتشمل دولاً عربية، حيث انتشرت صور لرجال ونساء غرباء في أماكن خاصة داخل المنازل، مما أثار الذعر بين الأزواج والأهالي.
وفقاً لتقرير نشرته شبكة «بي بي سي»، تلقت شرطة ولاية ماساتشوستس الأمريكية عشرات البلاغات حول هذا التريند، مما أدى إلى استنزاف الموارد الأمنية المخصصة لحالات الطوارئ الحقيقية.
وأكدت الشرطة في بيان عاجل أن «هذه المزحة تشتت الانتباه عن الجرائم الفعلية وتضر بالأمن العام»، محذرة من الاستمرار في تداولها.
في المملكة المتحدة، صدرت تحذيرات مشابهة، حيث أكدت السلطات أن «الصور المنتشرة لا تُشير إلى أي اختراقات أمنية حقيقية»، ووصفت الظاهرة بأنها «مزحة ذكية خطِرة» لا تقل ضرراً عن البلاغات الكاذبة.
مخاطر صحية وقانونية
على الصعيد الصحي، حذر عدد من الأطباء من التأثيرات النفسية الخطِرة لهذه الصور على الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل القلب والضغط والسكري. حيث قد تؤدي الصدمة المفاجئة إلى مضاعفات خطِرة. كما أُبلغ عن عدة حوادث مرورية نتجت عن محاولات الأهالي العودة إلى منازلهم بسرعة بعد تلقي الصور المفبركة.
من الناحية القانونية، أوضح محامون أن هذه التصرفات قد تُصنف كبلاغات كاذبة، مما يُعرض المتورطين فيها لعقوبات قد تصل إلى السجن والغرامة، خاصةً إذا تسببت في استدعاء غير مبرر للشرطة أو خدمات الطوارئ.
دعوات للتوعية والرقابة الأسرية
في ظل تنامي هذه الظاهرة، دعت السلطات الأمنية والأسرية في الدول التي انتشر فيها التريند إلى ضرورة توعية الأبناء بخطورة نشر أو تداول محتوى مضلل، خاصةً عندما يعتمد على التلاعب بالمشاعر والهلع. كما شددت الشرطة على أهمية التحقق من الصور قبل التفاعل أو الاتصال بالطوارئ، لتفادي الوقوع في فخ التريندات الزائفة.