2025-10-12 - الأحد

كوشنر وويتكوف: كيف نجحت استراتيجية الصفقات في إنهاء الحرب بغزة

{title}

في خطوة غير متوقعة، انتقل مركز الثقل الدبلوماسي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من واشنطن إلى قصر يقع على جزيرة صناعية في شمال ميامي بولاية فلوريدا. هناك، يسكن صهره جاريد كوشنر ومستشاره السابق ستيف ويتكوف، اللذان لعبا دورًا رئيسيًا في إتمام صفقة وقف الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس. فجأة، أصبح كوشنر وويتكوف يتحركان بسرعة لوضع خطط مفاوضات السلام بعد أن أظهرت حماس استعدادها لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. وفي يوم الجمعة الماضي، استقل كوشنر سيارته متوجهًا إلى قصر ويتكوف حيث بدأ الاثنان في التخطيط لمفاوضات بنود خطة ترامب للسلام.

رجلا الصفقات المعقدة

يعتبر كوشنر وويتكوف من أبرز المطورين العقاريين في نيويورك، حيث يتمتعان بخبرة واسعة في فنون التعامل العقاري. وقد أشار كوشنر إلى أن منهجهما يعتمد على «التوصل إلى اتفاق أولاً، ثم مناقشة التفاصيل لاحقًا». وخلال الأسابيع القليلة الماضية، قضى الاثنان وقتًا طويلًا في ميامي، ساعين لتحقيق السلام، في الوقت الذي كانت فيه خطة إعادة إعمار غزة تتشكل في أذهانهما. وأوضح كوشنر أن «خبرتي أنا وستيف كخبيرين في الصفقات هي أنه يجب فهم الناس. يجب أن تكون قادرًا على استخلاص النتائج النهائية منهم».

علاقات قوية بالشركاء الإقليميين

بعد نجاح مفاوضات شرم الشيخ، أشار كوشنر وويتكوف إلى الدور الكبير الذي لعبه الشركاء الإقليميون في إنجاح المهمة. وفي لقاء مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أعربا عن تقديرهما للدور المحوري للشركاء، حيث أظهرا قوة العلاقات الاستراتيجية التي ساعدتهما كثيرًا. كوشنر، الذي كان مستشارًا خلال إدارة ترامب، بنى علاقات دبلوماسية متينة مع الدول العربية، مما مكنه من فهم تعقيدات المنطقة.

مباحثات في الطريق إلى القاهرة

سافر كوشنر إلى مصر برفقة ويتكوف، حيث انضما إلى مجموعة من الوسطاء للعمل على إقناع حماس بنزع سلاحها وتسليم الرهائن الإسرائيليين. وقبل مغادرتهما، ناقش الاثنان استراتيجيات حول احتمالية فشل الاتفاق. واعتبر كوشنر أن قدرتهما على التفاوض تعود إلى خبرتهم العميقة في سوق العقارات، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب مهارات خاصة في التعامل مع شخصيات صعبة.

بعد وصولهما إلى مصر، أعلن ترامب عن اتفاق بين إسرائيل وحماس قد يُنهي صراعًا استمر عامين، حيث خلف هذا الصراع العديد من الضحايا من الطرفين. وأشاد ترامب بكوشنر ووصفه بأنه "رجل ذكي للغاية".

نصيحة كوشنر لنتنياهو

بينما كان كوشنر وويتكوف يعملان على بنود الاتفاق، نصح كوشنر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم القلق بشأن بيان حماس الذي تم صياغته بشكل مدروس. حيث ركز على الجزء الذي ينص على عودة الرهائن. وأكد كوشنر أنه يجب على إسرائيل التحلي بالإيجابية، مشيرًا إلى أن الوقت الحالي هو الأفضل لتحقيق اتفاق.

الدبلوماسية والأعمال

حظي كوشنر بإشادة من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي لدوره في المفاوضات، على الرغم من كونه متطوعًا لا يخضع لنفس القوانين التي يخضع لها الموظفون الحكوميون. وتعليقًا على ذلك، قالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، إن كوشنر يحظى باحترام كبير وعلاقات قوية مع الشركاء الدوليين، مما يجعله مؤهلاً لوضع خطة سلام شاملة.

التوقيت المناسب

ظل كوشنر في دائرة ترامب كمستشار متطوع، معتمدًا على نهج حاسم لتحقيق السلام في غزة. وقد أثنى السفير الإسرائيلي السابق مايكل هيرتزوج على دوره في المفاوضات، مشيرًا إلى أن توقيته كان محوريًا، حيث ساهم في دفع المبادرة نحو الأمام. وأكد كوشنر أن جهودهم قد أثمرت في النهاية، حيث تم الإفراج عن آخر الرهائن، وهو ما يعد نجاحًا كبيرًا للعملية الدبلوماسية التي قادها مع ويتكوف.