2025-10-12 - الأحد

معرض غيمتان في سماء الليل: رحلة فنية عبر الزمن لجيل من الرواد

{title}

في مساء الخميس، شهدت أبوظبي انطلاق معرضين فنيين جديدين في المجمّع الثقافي التابع لدائرة الثقافة والسياحة، تحت عنواني "غيمتان في سماء الليل" و"ما بعد". يمثل المعرضان احتفاءً بالأصوات الريادية في الفن الإماراتي واستكشافات معاصرة جديدة، حيث تستمر فعاليتهما حتى 22 فبراير/شباط المقبل.

يعتبر معرض "غيمتان في سماء الليل" المعرض الفردي للفنان الإماراتي الرائد محمد أحمد إبراهيم، الذي يتميز بتجربته الفنية المتجذرة في مشهديات وجماليات المكان في خورفكان. في ثمانينات القرن الماضي، طوّر إبراهيم أشكاله "الرموز" المميزة، وهي أشكال تجريدية جسّدت جماليات النقوش الصخرية القديمة والتشكيلات الحجرية المنحوتة في الجبال القريبة. وقد ربط بفنه بين الإيماءة الحدسية والتاريخ البصري للتضاريس الطبيعية. إلى جانب ذلك، أسهم إبراهيم مع عدد من أقرانه في ابتكار مساحات خاصة بهم لاستعراض إبداعاتهم الفنية ومفاهيمهم التشكيلية المرتكزة على الجوانب التجريبية وروح التجديد.

أوضح محمد أحمد إبراهيم في حديثه لـ"الخليج" أن المعرض يعد ثاني معرض شخصي له في المجمّع الثقافي بعد معرضه الأول الذي أقيم عام 1991، مشيراً إلى أن هذا المعرض يختلف عن سابقه لأنه يضم خلاصة تجاربه الفنية على مدار نحو 40 عاماً، مقسماً إياها إلى مراحل متنوعة من مسيرته الفنية.

أضاف إبراهيم أن المعرض يقدم صورة واضحة للمشاهد حول تجربته، من حيث التجارب اللونية والتعامل مع المادة، معبّراً عن سعادته بردود فعل الجمهور الذين استطاعوا استيعاب رسالته الفنية بسهولة من خلال الأعمال المعروضة. وأكد أن المجمّع الثقافي كان وما زال نقطة التقاء للفنانين في أبوظبي، ومكاناً يجتمع فيه الأصدقاء لإقامة المعارض والندوات والعروض المسرحية.

أقسام المعرض ودلالاتها

يُقسّم المعرض إلى أربعة أقسام ترصد علاقة إبراهيم الوثيقة والمستمرّة مع العالم الطبيعي واللاواعي، وهي: "على سفر"، "إبقاء البصري"، "عابرو الأشكال"، و"حيث تتحول الأرض لمساحة للّعب". تشمل الأعمال المعروضة سلسلته الأخيرة حول الحشرات والغيوم، إلى جانب لوحات أحادية اللون بالأبيض والأسود، التي تختزل الشكل في إيقاع بصري، بالإضافة إلى مختارات من سلسلة "الرجل الجالس" (2010 – 2015)، وعرض العمل الذي يُعرض للمرة الأولى "المرأة الجالسة الوحيدة" (2010).

يكرّم المعرض أيضاً المحطة البارزة في مسيرة الفنان إبراهيم، المتمثلة في معرضه الفردي الذي أُقيم عام 1991 في المجمّع الثقافي، حيث يُعاد عرض اللوحة النادرة "بدون عنوان" التي عُرضت لأول مرة في ذلك المعرض. ويعكس إدراج هذا العمل لحظة اكتمال رمزية في عودة إبراهيم إلى المجمّع الثقافي، جاعلاً من المعرض جسراً يصل بين محطات الماضي وآفاق الأعمال الجديدة.

تحت إشراف القيّمتين نور المحيربي ومدية بطي التميمي، يؤكد المعرض على إرث محمد أحمد إبراهيم كواحد من أبرز روّاد الفن المؤثرين في الإمارات، مع تسليط الضوء على حواره المستمر والمتطور مع الطبيعة واللغة والذاكرة، بدعم من لوري شبّيبي.

بالتوازي مع ذلك، يُقام معرض "وما بعد" بتقييم من منصة دروازة التجريبية، ويضم أعمال مجموعة من الفنانين مثل رزان الصرّاف وإيمان شقاق وغيرهم. يتناول المعرض عنصر الهواء وحالاته المختلفة، مستكشفاً مفاهيم السكون والنسيم، ويقرب الزوار من طبيعتهم المحيطة وتحولاتها التدريجية، داعياً إياهم لاختبار كيف تتغير حركة الهواء مع كل حالة.