دخل العالم مرحلة غير مسبوقة من الخداع البصري، حيث أطلقت شركة OpenAI تطبيقها الجديد «سورا» (Sora)، الذي يمكّن المستخدمين من إنشاء مقاطع فيديو واقعية بالكامل عبر كتابة وصف بسيط فقط. على سبيل المثال، يمكن للمستخدمين كتابة: «لقطة من كاميرا شرطة لكلب يُعتقل بتهمة سرقة قطعة لحم من كوستاريكا». التطبيق المتاح مجاناً على أجهزة iPhone اجتاح الإنترنت بمزيج من المرح والقلق، حيث صنع المستخدمون مقاطع مضحكة مثل راكون على متن طائرة أو مشاجرات بين مشاهير بهيئة أنمي ياباني، بينما استخدمه آخرون لنشر مقاطع مزيفة لأحداث إجرامية لم تحدث فعلياً.
نهاية عصر «الفيديو كدليل»
يعتبر الخبراء أن هذه التقنية قد تنهي مفهوم «الحقائق البصرية» كما نعرفها، حيث كانت الفيديوهات تُعتبر دليلاً قاطعاً على وقوع أحداث معينة، لكن بعد أن فقدت الصور تلك الموثوقية مع تطور الفوتوشوب، لم يعد الفيديو مُعتمداً عليه كحقيقة. ومع أدوات مثل Sora من OpenAI، لم يعد الفيديو كافياً لتأكيد الأحداث.
انطلاقة مذهلة لتطبيق Sora
قبل أيام، أطلقت OpenAI تطبيقها الجديد «سورا 2» (Sora 2) وهو نسخة مطورة من أداة توليد الفيديو بالنصوص. يشبه في فكرته منصة TikTok لكنه يعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو فورية من أي وصف يكتبه المستخدم. وقد اجتاحت الحماسة الإنترنت، حيث تم استخدام التطبيق لإنشاء مقاطع تحاكي شخصيات مشهورة وحقوق فكرية محمية، مثل سام ألتمان (الرئيس التنفيذي لـOpenAI) الذي يُظهر وهو يشوي شخصية كرتونية، أو سبونج بوب الذي يصنع المخدرات بأسلوب مسلسل Breaking Bad. خلال يومين فقط، تصدّر التطبيق قائمة متجر آبل بأكثر من مليون تحميل.
غضب شركات الإنتاج والوكالات الفنية الكبرى
رد فعل هوليوود كان حاداً، حيث أصدرت وكالة CAA العملاقة بياناً قالت فيه: إن سورا 2 يعرض عملاءنا وحقوقهم الفكرية لمخاطر جسيمة. كما أكد اتحاد شركات السينما الأمريكية (MPA) الذي يمثل استوديوهات مثل ديزني ووارنر براذرز، أن OpenAI يجب أن تتخذ إجراءات فورية لمنع التعدي على حقوق الملكية الفكرية. ورغم ذلك، لم تصدر OpenAI رداً رسمياً حتى الآن.
اتهامات بالقرصنة.. وقضايا بمليارات الدولارات
رفعت ثلاث شركات كبرى هي ديزني ووارنر براذرز وإن بي سي يونيفرسال دعاوى قضائية ضد شركات ذكاء اصطناعي منافسة مثل Midjourney وMiniMax بتهمة «السرقة المتعمدة والمتهورة» لمحتوى محمي بحقوق نشر. وفي المقابل، لم تتخذ هذه الشركات أي إجراء ضد OpenAI حتى الآن، رغم أن قيمتها السوقية تجاوزت 500 مليار دولار، مما يوضح حجم التحديات القانونية التي قد يواجهها التطبيق الجديد.
انقسام داخل هوليوود بين الخوف والطموح
يسود انقسام واضح داخل الاستوديوهات، حيث يرى البعض في «سورا» أداة ثورية لتقليل التكاليف وتعزيز الإنتاج، بينما يخشى آخرون أن يتحول إلى أكبر تهديد للإبداع الفني منذ ظهور الإنترنت. وقد صرح أحد التنفيذيين لموقع Deadline قائلاً: «العمالقة في صناعتنا يجب أن يواجهوا OpenAI، لكن ذلك لم يحدث بعد».
تيك توك في مرمى العاصفة
بينما تصارع هوليوود على حقوقها، يبدو أن الضحية الكبرى في صراع «سورا» قد تكون تطبيق تيك توك نفسه. حيث أن منصة OpenAI الجديدة تشبه تيك توك في تصميمها وآلية عرضها، مما يجعلها منافساً مباشراً وربما بديلاً مستقبلياً له، خاصة بين المستخدمين دون سن الثلاثين.
