2025-10-12 - الأحد

استرجاع الذكريات من خلال تعديل الوجوه: دراسة جديدة تكشف عن العلاقة بين الذاكرة والمظهر

{title}

في عالم الذكريات، نحتفظ بمئات بل آلاف اللحظات التي قد تكون واضحة أو تتوارى في ظلال النسيان. لكن، ماذا لو كان بإمكاننا استرجاع تلك الذكريات المنسية بمجرد رؤية أنفسنا كما كنا في طفولتنا؟ هذا ما اقترحته دراسة حديثة قامت بها جامعة أنجليا روسكين في كامبريدج، حيث استخدم الباحثون تقنية رقمية لتعديل ملامح وجه المشاركين وجعلها تبدو أصغر سناً.

تجربة فريدة لاستكشاف الذاكرة

في تجربة غير تقليدية، تم عرض بث مباشر لوجوه خمسين شخصاً، حيث تم تعديلها رقمياً باستخدام "فلتر الطفل" الذي يحاكي ملامح الطفولة. تم تصميم هذا الفلتر لتجعل الوجوه تبدو أكثر براءة واستدارة، خالية من علامات الزمن. تزامن هذا العرض مع تحركات المشاركين الحقيقية، مما خلق انطباعاً قوياً بأن هذه الوجوه تعكس بالفعل ملامحهم في مرحلة الطفولة.

نتائج مثيرة للاهتمام

بينما خضعت مجموعة ثانية من المشاركين لنفس التجربة دون أي تعديل على ملامحهم، تم تقييم قدراتهم على استرجاع ذكريات من طفولتهم ومن السنة الماضية. كانت النتائج مدهشة: الذين رأوا أنفسهم بملامح طفولية تمكنوا من استرجاع ذكريات أكثر دقة وتفصيلاً مقارنة بالمجموعة الأخرى.

التفسير العلمي وراء الظاهرة

د. أوتكارش غوبتا، الباحث الرئيسي في الدراسة، أشار إلى أن التفسير المحتمل لهذا التأثير يكمن في كيفية تخزين الدماغ للذكريات. فبدلاً من أن تكون مجرد أحداث مجرّدة، يتم تخزين الذكريات كخبرات معيشة تتداخل فيها الزمن والمكان والإحساس بالجسد. عندما نشاهد وجوهنا كما كانت، حتى ولو كان ذلك مجرد وهم بصري، فإننا نعيد تفعيل بعض الإشارات الجسدية المرتبطة بتلك المرحلة من العمر، مما يساعد في إعادة تنشيط الذاكرة المرتبطة بها.