تراجعت الأسهم الأمريكية بشكل ملحوظ يوم الجمعة، حيث بلغ الانخفاض في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 حوالي 1.77%، بينما انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2.47%. كما فقد مؤشر داو جونز 500 نقطة، مسجلاً تراجعاً نسبته 1.26%. وقد جاء هذا الانخفاض الحاد بعد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، التي انتقد فيها الصين بشكل صريح.
في منشور له على منصة «تروث سوشيال»، ذكر ترامب أن الصين أصبحت "عدوانية للغاية"، مشيراً إلى أن بكين ترسل إشارات إلى بقية الدول حول نواياها في فرض ضوابط على تصدير المعادن النادرة. وعلق ترامب على لقاءه المرتقب مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، قائلاً: "كان من المقرر أن ألتقي بالرئيس شي بعد أسبوعين في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) في كوريا الجنوبية، ولكن يبدو الآن أنه لا يوجد سبب للقيام بذلك".
كما اتهم ترامب الصين باحتكار موارد المعادن الأرضية النادرة، مؤكداً أنه سيتعين عليه "مواجهة تحركاتها المالية". في وقت سابق من هذا الأسبوع، قامت الصين بتشديد سيطرتها على السوق، وهو ما يعد أمراً أساسياً لتكنولوجيا المركبات الكهربائية والدفاع الصاروخي. وقد ألزمت بكين الكيانات الأجنبية بالحصول على ترخيص لتصدير أي منتج يحتوي على معادن نادرة بقيمة 0.1% أو أكثر من قيمة البضائع.
تأثير الأسهم التكنولوجية
قد تكون شركات التكنولوجيا الأكثر تضرراً من تدهور العلاقات التجارية مع الصين، حيث قادت موجة البيع السريعة. فقد خسرت أسهم شركة إنفيديا أكثر من 2.5%، بينما انخفضت أسهم شركة إيه إم دي بنسبة 7%، فيما تراجعت أسهم تسلا بنسبة 2%. وحدث هذا الانخفاض في الوقت الذي كان فيه إغلاق الحكومة الأمريكية في يومه العاشر، مما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق.
التقلبات في الأسواق الأوروبية والآسيوية
في أوروبا، شهدت الأسهم تبايناً كبيراً، حيث عادل تراجع أسهم شركات الرعاية الصحية الارتفاع الذي حققته البنوك وشركات السيارات. وقد انخفض مؤشر ستوكس 600 بنسبة 0.61%، بينما ارتفع مؤشر داكس بنسبة 0.04%. التركيز كان منصباً على المشهد السياسي في فرنسا، حيث من المتوقع أن يعلن الرئيس إيمانويل ماكرون عن تعيين رئيس وزراء جديد.
وفي الأسواق الآسيوية، انخفض مؤشر نيكاي بنسبة 1.01% إلى 48088.8 نقطة، ولكن ظل على مدار الأسبوع مرتفعاً بنسبة 5%، مدعوماً بارتفاع سهم «فاست ريتيلينج» المالكة لعلامة يونيكلو. تراجع المؤشر توبكس بنسبة 1.85% إلى 3197.59 نقطة، بينما انخفض سهم مجموعة «سوفت بنك» بنسبة 3.14%.
بشكل عام، تعكس هذه التراجعات في الأسواق الأمريكية والأوروبية والآسيوية القلق المتزايد حول العلاقات التجارية الدولية والتطورات السياسية، مما يزيد من حدة التوترات في الأسواق العالمية.