2025-10-12 - الأحد

لبنان اليوم: بين الأزمات الداخلية وتحديات المستقبل

{title}

د. نسيم الخوري

يظهر جليًا أن البحث العقلاني والمنطقي حول "تاريخ لبنان" ومستقبله يكاد يكون غائبًا، حيث يبدع العديد من المسؤولين والجماعات في الانغماس في نزاعات داخلية عميقة. وكأن الصباح مفقود في خضم النزاعات الضيقة التي تشهدها البلاد، سواء بين كبار المسؤولين أو في وسائل الإعلام. تتنوع المواقف والادعاءات وتتباين، مع التركيز على قياس قوة التأثير الداخلي، في حين يتم تجاهل المنطق الضروري لإيصال هذه القرارات إلى الخارج. إذ تتجاهل معظم الجهات التوصل إلى مصطلحات بسيطة أو مفاهيم ثابتة تعكس ما ينتظره اللبنانيون.

تحديد موقع لبنان اليوم، سواء بالنسبة للمقيمين أو المغتربين، لا يمكن أن يتم من خلال نقطة واحدة فقط، بل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار تأثيرات تاريخية وسياسية معقدة. الأرزة الخضراء، رمز العلم اللبناني، تكاد تكون غير مرئية في خضم الرياح السياسية التي تهب عبر المؤسسات الدولية. ومن الواضح أن العديد من اللبنانيين المغتربين في مواقع القرار لا يزالون أسرى الصراعات التاريخية التي أدت إلى تدفقات هائلة من المهاجرين نحو دول العالم.

تتسارع الأحداث حيث يتواجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الساحة اللبنانية، وهو موعود بجائزة السلام العالمي. بينما يتجه لبنان نحو استقبال ميشال عيسى، رجل الأعمال اللبناني المعروف، الذي تم تعيينه سفيرًا للولايات المتحدة في بيروت. تأتي هذه الخطوة محملة بمعانٍ كبيرة، حيث تمثل العلاقات الدبلوماسية بين لبنان والولايات المتحدة أهمية خاصة في هذا السياق. لقد لاحظنا خلال مؤتمر صحفي حديث لترامب كيف تم تخصيص مساحة لمراسل محطة MTV اللبنانية، ما يعكس أهمية الإعلام اللبناني في المشهد السياسي.

تتزايد التحديات، حيث تم تعيين توم بارّاك، ابن زحلة، مبعوثًا خاصًا نحو لبنان. يعتبر بارّاك صديقًا لترامب وقد ساهم في تنصيبه، مما يجعله شخصية محورية في العلاقات اللبنانية الأمريكية. ومع ذلك، يبقى السؤال: أين يقع لبنان اليوم؟ في ظل التحديات المتزايدة، يبدو أن أي مصطلح يتعلق بالسلام يضيع بين التصريحات المتناقضة.

المسؤولون في لبنان يواجهون ضغوطًا كبيرة وهي تعكس مدى تآكل الموقف الرسمي. إن لبنان بحاجة إلى إعادة بناء صورته في المحافل الدولية، ولكن هذا يتطلب تضافر الجهود وتجاوز الانقسامات الداخلية. فاستمرار التقاط الهتافات في الساحات لن يعيد بناء لبنان. على الجميع، سواء كانوا مسؤولين أو مواطنين، أن يتحملوا مسؤولياتهم في تحديد مصير هذا البلد.