2025-10-12 - الأحد

أسرار اغتيال أشرف مروان: بين الحقيقة والخيال

{title}

في 27 يوليو/تموز عام 2007، شهدت مدينة لندن حادثة غامضة عندما سقط الدكتور أشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، من شرفته في الطابق الخامس لمبنى بشارع كارلتون هاوس. هذا الحادث الذي وقع في حي يزخر بالشخصيات البارزة، كان غريباً حيث كانت الكاميرات الأمنية معطلة، مما زاد من حيرة المحللين حول ملابسات وفاته.

مروان، الذي وُصف بأنه "الملاك الحارس" في الصحف العبرية، كان شخصية مثيرة للجدل. بين كونه جاسوساً عظيماً لمصر أو عميل مزدوج لإسرائيل، أثارت وفاته الكثير من التساؤلات. كان يُنظر إليه في إسرائيل على أنه "الجاسوس الخارق" بينما اعتبرته بلاده بطلاً قومياً. ومع ذلك، فإن المعلومات حوله كانت متناقضة في كثير من الأحيان، مما زاد من الغموض المحيط بشخصيته.

عودة القضية إلى الواجهة

مؤخراً، أعادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية القضية إلى السطح بعد نشر تقرير يؤكد دور مروان الوطني، ويكشف عن أسرار لم تكن معروفة سابقاً. ووفقاً للصحيفة، كان مروان يمثل عنصراً مهماً في انتصارات مصر خلال حرب أكتوبر عام 1973، حيث استطاع خداع جهاز الاستخبارات الإسرائيلية من خلال تقديم معلومات مضللة.

هذا التقرير جاء ليعزز الرواية المصرية التي تصف مروان بأنه كان يعمل لصالح بلاده، ويشير إلى أن المعلومات التي قدمها لإسرائيل كانت تهدف إلى إرباكها. وقد ذكر التقرير أن مروان كان قادرًا على كسب ثقة الإسرائيليين، مما سمح له بنقل معلومات مضللة حول توقيت الهجوم المصري.

حقائق جديدة تكشف المستور

على الرغم من أن الشهادات حول مروان كانت متناقضة لفترة طويلة، إلا أن التحقيق الأخير الذي نشرته "يديعوت أحرونوت" أكد أنه لم يكن عميلاً مزدوجاً، بل كان يعمل لمصلحة مصر. وقد أظهرت الوثائق التي تم الكشف عنها أنه قدم معلومات مضللة، مما ساعد في تحقيق النصر المصري في الحرب.

كما أكد الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، شلومو غازيت، أن مروان استدرج الإسرائيليين ونجح في خداعهم. هذه الشهادة، رغم تأخرها، تعطي مصداقية للرواية المصرية وتؤكد أن مروان كان يلعب دوراً حاسماً في العمليات الاستخباراتية.

ومع ذلك، تبقى تساؤلات عديدة حول وفاته. لماذا يُفترض أن ينتحر شخص يُتوقع أن يُكرّم في بلاده؟ ولماذا كانت الكاميرات معطلة في وقت الحادثة؟ ولماذا أغلقت المحكمة في لندن ملف التحقيق دون تقديم إجابات واضحة؟ هذه الأسئلة تبقى بلا إجابة، مما يزيد من الغموض حول شخصية مروان ودوره في التاريخ.

إن التقرير الأخير يسلط الضوء على أهمية الدور الذي لعبه مروان في تاريخ مصر، ويؤكد الحاجة إلى إعادة تقييم الشخصيات التاريخية بناءً على الحقائق الجديدة التي تظهر.