عاد مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين إلى ديارهم في قطاع غزة المدمر، بعد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل و«حماس» مساء يوم الجمعة. وقد صرح ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي، بأن إسرائيل أكملت انسحاباتها وفقاً للمرحلة الأولى من الاتفاق. كما أعلنت واشنطن عن إرسال 200 جندي لمراقبة ودعم هذا الاتفاق، وأنشأت مركز قيادة في إسرائيل لتنسيق المهام الأمنية في غزة.
وفي الوقت نفسه، دعت منظمات الأمم المتحدة إلى إعادة فتح المعابر، حيث أفاد الدفاع المدني في غزة ببدء انسحاب القوات الإسرائيلية من العديد من المناطق التي تم احتلالها خلال النزاع. وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي أن اتفاق وقف إطلاق النار بدأ بالفعل عند الساعة 12:00، حيث بدأت القوات بالتموضع على خطوط الانتشار الجديدة استعداداً لتنفيذ الاتفاق وإعادة الرهائن.
وبالتزامن مع هذا، بدأ آلاف الفلسطينيين بالتوجه نحو شمال القطاع محاولين العودة إلى مناطقهم بعد فترة من النزوح، حيث رصدت الكاميرات طوابير من الرجال والنساء والأطفال يسيرون على الطريق الساحلية. وقد عاد آخرون إلى أنقاض منازلهم في خان يونس جنوباً. كما أعلن ويتكوف عن بدء العد التنازلي لإطلاق سراح الرهائن في غزة، كما تم التوصل إلى هذا الاتفاق بموجب خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وفي سياق متصل، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني المصغر الاتفاق، وتم اعتماده من قبل الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو. وقد نشرت وزارة القضاء الإسرائيلية قائمة بأسماء 250 معتقلاً فلسطينياً يُنتظر الإفراج عنهم، بينما لم تتضمن القائمة أسماء عدد من القيادات الفلسطينية المهمة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات.
في اللحظات الأخيرة، وافقت الحكومة الإسرائيلية على تعديلات في قائمة الأسرى، حيث تم استبدال 11 أسيراً من حركة فتح بـ 11 أسيراً من «حماس». من جانبها، دعت الأمم المتحدة إلى فتح جميع المعابر الحدودية إلى قطاع غزة، وذلك وفقاً لما أعلنه ممثلون عن عدة منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة في جنيف.
شملت هذه الهيئات منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وأوضحت «يونيسيف» أنها قامت بإجلاء اثنين من أصل 18 طفلاً حديث الولادة من مستشفى في شمال غزة ليتم لم شملهم مع آبائهم في الجنوب. وأعربت عن أملها في أن تكون هذه الخطوة مجرد مثال لما سيحدث بعد تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل كامل.
وفي هذا السياق، أعلنت إيطاليا أن بعثة للاتحاد الأوروبي ستستأنف مهامها عند معبر رفح بين غزة ومصر بعد وقف إطلاق النار.