2025-10-12 - الأحد

تصعيد روسي يستهدف منشآت الطاقة في أوكرانيا ويغرق كييف في الظلام

{title}

شهدت أوكرانيا في الساعات الأولى من صباح الجمعة موجة جديدة من الهجمات الروسية المكثفة التي استهدفت منشآت الطاقة الأساسية في العاصمة كييف وتسع مناطق أخرى، مما أدى إلى انقطاع واسع للكهرباء وأضرار جسيمة في البنية التحتية. الهجوم أسفر عن مقتل طفل وإصابة عشرات المدنيين، مما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى دعوة الحلفاء الغربيين إلى "تحرك حاسم" عبر توفير أنظمة دفاع جوي وتشديد العقوبات على روسيا.

أوضحت شركة الكهرباء الأوكرانية "أوكرينيرغو" أن القصف الليلي تسبب بانقطاع التيار عن "عدد كبير من المستخدمين" في كييف ومناطق واسعة في شرق وجنوب ووسط البلاد. وصرح مكسيم تيمشينكو، المدير التنفيذي لشركة "دي تي إي كيه" الخاصة، أن الهجوم يمثل تصعيدًا خطيرًا في الحملة الروسية ضد نظام الطاقة الأوكراني، مشيرًا إلى "أضرار جسيمة" لحقت بمحطات الطاقة الحرارية.

في العاصمة كييف، دوّت انفجارات متتالية وتوقفت خدمات قطارات الأنفاق في الضفة الشرقية لنهر دنيبرو. وقد غرقت مناطق واسعة في الظلام، وتعطلت شبكة المياه، حيث أكد رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، أن الكهرباء مقطوعة عن سكان الضفة الشرقية. كما أبلغ شهود عيان عن انقطاع الكهرباء والمياه عن مناطق كاملة في شرق المدينة. وأعلنت السلطات الأوكرانية مقتل طفل يبلغ سبع سنوات في زابوريجيا وإصابة 33 شخصًا بجروح، بينهم تسعة في كييف.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها نفذت ضربات واسعة النطاق استهدفت منشآت للطاقة تغذي المجمع الصناعي العسكري الأوكراني، مما يؤكد رغبة موسكو في ضرب القدرات اللوجستية والصناعية لكييف. وأفادت وسائل إعلام روسية أن محطتين لتوليد الطاقة في كييف وست محطات أخرى في أنحاء أوكرانيا قد تعرضت لأضرار.

في مقابلة، قال الرئيس زيلينسكي: "إن الروس يفعلون منذ أسابيع كل ما في وسعهم لإغراق البلاد في الظلام"، داعيًا إلى تسليم بلاده أنظمة دفاع جوي إضافية. كما أضاف: "نحتاج إلى تحرك حاسم من الولايات المتحدة وأوروبا ومجموعة السبع"، مؤكداً أن موسكو أطلقت أكثر من 450 طائرة مسيرة و30 صاروخاً في الهجوم الأخير، وأوضح سلاح الجو الأوكراني أنه أسقط 405 من تلك المسيرات و15 صاروخاً، بينما تمكنت بعض الطائرات من الإفلات بسبب الظروف الجوية.

وفي تصريح آخر، أكد رئيس الوزراء الأوكراني يوليا سفيريدينكو أن الضربات تمثل من بين أقوى الهجمات التي تركز على منشآت الطاقة منذ بدء الحرب، مشيرةً إلى أن الأضرار الواسعة تتطلب دعمًا عاجلاً لإصلاح الشبكات وحماية محطات التوليد. كما أعلنت عن توجه وفد أوكراني برئاستها إلى الولايات المتحدة مطلع الأسبوع المقبل لبحث قضايا الطاقة والدفاع الجوي.

يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي تواجه فيه أوكرانيا ضغوطًا متزايدة على قطاع الغاز الذي تضرر بشدة من القصف، مما قد يُجبر كييف على استيراد الغاز بأسعار مرتفعة لتلبية احتياجات الشتاء. في المقابل، واصلت أوكرانيا توجيه ضربات إلى الداخل الروسي، خاصة ضد مصافي النفط ومحطات الطاقة في مناطق حدودية مثل بيلغورود، مما أدى إلى انقطاعات في التيار وارتفاع أسعار الوقود هناك. وأكد زيلينسكي أن روسيا تواجه نقصًا في المحروقات يوازي 20% من حاجاتها، مشددًا على أن الهجمات تهدف إلى تقليص قدرة موسكو على تمويل الحرب.