أعلنت البعثة الأثرية المصرية عن اكتشاف قلعة عسكرية جديدة في موقع تل الخروبة بمنطقة الشيخ زويد في شمال سيناء، تعود لعصر الدولة الحديثة التي حكمت مصر منذ نحو 1500 عام قبل الميلاد. يعتبر هذا الاكتشاف من أبرز الاكتشافات الأثرية في المنطقة، حيث تسلط الضوء على التخطيط العسكري المتقن الذي اعتمدته مصر القديمة لحماية حدودها.
أهمية الاكتشاف في التاريخ العسكري المصري
ذكرت وزارة السياحة والآثار المصرية أن القلعة المكتشفة تُعد واحدة من أكبر القلاع التي تم اكتشافها على طريق حورس الحربي، وتقع بالقرب من ساحل البحر المتوسط. وأكدت الوزارة أن هذا الكشف يضيف لبنة جديدة لفهم استراتيجيات الدفاع التي اتبعتها الدولة الحديثة، حيث شيدت سلسلة من القلاع والتحصينات لحماية الحدود الشرقية لمصر وتأمين أهم الطرق التي تربط مصر بفلسطين.
تصريحات وزير السياحة والآثار
وفي تصريح له، أكد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار المصري، أن هذا الاكتشاف يُعد تجسيداً لروعة العبقرية المصرية القديمة في إنشاء منظومة دفاعية متكاملة. وأضاف أن تاريخنا العسكري يتجلى من خلال هذه الاكتشافات، ويؤكد على أن سيناء تحمل شواهد حضارية فريدة عبر العصور.
إعادة بناء صورة التحصينات العسكرية
من جانبه، أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذا الاكتشاف يمثل خطوة هامة في إعادة بناء صورة التحصينات المصرية على الحدود الشرقية. حيث أن كل قلعة جديدة تساهم في توضيح التنظيم العسكري والدفاعي لمصر الفرعونية، مشيراً إلى أن الحضارة المصرية لم تقتصر فقط على المعابد والمقابر، بل كانت دولة مؤسسات قوية تتسم بالكفاءة في حماية أراضيها.
تفاصيل عن القلعة المكتشفة
أشار الدكتور إسماعيل إلى أن أعمال الحفائر قد أسفرت عن الكشف عن جزء من السور الجنوبي للقلعة، بطول حوالي 105 أمتار وعرض 2.5 متر، مع وجود مدخل فرعي بعرض 2.20 متر. كما تم الكشف عن 11 برجاً دفاعياً حتى الآن، إضافة إلى أجزاء من السورين الشمالي والغربي، رغم التحديات التي واجهتها البعثة بسبب الكثبان الرملية.
كما أكد محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية، على اكتشاف سور زجاجي بطول 75 متراً يقسم القلعة ويميزها. وأظهر التصميم المعماري المتقدم قدرة المعماري المصري القديم على التكيف مع البيئة.
اكتشافات إضافية في الموقع
علاوة على ذلك، تم العثور على كسرات وأوان فخارية متنوعة، بالإضافة إلى دلائل تشير إلى وجود فرن كبير لصنع الخبز. وُجدت كميات من العجين المتحجر، ما يؤكد أن القلعة كانت مركزاً للحياة اليومية للجنود. الدراسات الأولية تشير إلى أن القلعة شهدت عدة مراحل من الترميم والتعديل، مع آمال بأن تكشف البعثة عن المزيد من الأسرار المتعلقة بها في المستقبل.