كشفت دراسة تاريخية حديثة أجراها باحثون من جامعة إكستر البريطانية، أن النساء في بريطانيا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر كنّ فاعلات أساسيات في الاقتصاد. هذه الدراسة تتحدى الصورة النمطية الشائعة التي تصور المرأة كفرد محصور في المنزل فقط، حيث أظهرت أنهن شاركن بقدر كبير في مختلف مجالات العمل. وفقًا لما ذكرته د. جين ويتل، الباحثة الرئيسية في الدراسة، فإن البحث استند إلى تحليل آلاف الوثائق القضائية وشهادات الشهود.
مساهمات المرأة في الاقتصاد البريطاني
أوضحت د. ويتل أن الدراسة أظهرت أن النساء كنّ يقمن بأدوار محورية في مجالات متعددة، مثل الزراعة والتجارة والرعاية والنقل والإدارة، بالإضافة إلى مجالات التمويل والائتمان. وفقاً للنتائج التي وردت في كتاب جديد بعنوان "تجربة العمل في إنجلترا الحديثة المبكرة"، فإن النساء شاركن في أكثر من 40% من مهام تربية الماشية، وتولّين ثلث أعمال الحصاد أو أكثر، كما أسهمن في رعاية الأغنام والخيول.
الأدوار التجارية للنساء
في القطاع التجاري، أشارت الدراسة إلى أن النساء كنّ يشاركن بشكل متساوٍ مع الرجال في البيع والشراء، وإدارة المتاجر، والذهاب إلى السوق. كما كانت لهن أدوار ملموسة في مجالات إقراض الأموال ورهن السلع، مما يعكس مدى تأثيرهن في الاقتصاد. على الرغم من أن عبارة "مكان المرأة في المنزل" كانت شائعة في تلك الفترة، إلا أن الوثائق التاريخية تظهر أنهن كنّ يؤدين أعمالاً كثيرة ومتنوعة، مما أسهم في الاقتصاد بدرجة أكبر بكثير مما كان يعتقد سابقاً.