أغار الطيران الحربي الإسرائيلي فجر أمس السبت على ستة معارض للآليات الثقيلة في منطقة المصيلح جنوب لبنان، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ستة آخرين. وقد تركزت الضربات على مقربة من منزل رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وأكدت وزارة الصحة اللبنانية السبت وفاة شخص يحمل الجنسية السورية وسقوط 7 جرحى جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت صالات عرض وبيع الآليات الثقيلة في المنطقة ذاتها.
وأوضحت فرق الطوارئ قدرتها على إعادة فتح الطريق الرئيسي الذي يربط قرى وبلدات قضاء النبطية بمدينة صيدا، بعد أن أغلق لساعات نتيجة الغارات. كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية المسيرة سيارة في بلدة قلاوية، مما أدى إلى مقتل سائقها.
وشهد الموقع دماراً هائلاً في المعارض المخصصة للجرافات وآليات البناء، حيث احترقت العشرات منها بفعل القصف. وقد وثق مصور فرانس برس الأضرار الجسيمة التي لحقت بهذه المنشآت.
وندد الرئيس اللبناني جوزيف عون بالعدوان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الجنوب يتعرض مرة أخرى للهجمات الإسرائيلية ضد منشآت مدنية بلا مبرر. وأكد أن هذا التصعيد يأتي بعد اتفاق وقف الحرب في غزة، مما يطرح تحديات متعددة للبنانيين والمجتمع الدولي.
وشدد عون على ضرورة التفكير في كيفية التعويض عن الأضرار والمآسي التي تعرض لها الشعب الفلسطيني، محذراً من أن الوضع قد يزداد سوءاً في لبنان.
وبين بري أن العدوان لن يغير من قناعات اللبنانيين بأحقيتهم في وطنهم واستعدادهم للدفاع عنه. كما أكد على أهمية الاستحقاق الانتخابي الذي يقترب موعده.
وفي الشأن الانتخابي، تزايدت النشاطات المرتبطة بالانتخابات النيابية المقررة في مايو (آيار) المقبل. حيث نشطت اللقاءات بين الرؤساء الثلاثة بشأن تلك الانتخابات، وسط تأكيدات على إجرائها في موعدها المحدد.
وأفاد بري بأن الانتخابات النيابية ستجري في موعدها، مشيراً إلى أن الوقت المتبقي لا يسمح بتعديل قانون الانتخاب. كذلك، نقل عن رئيس الوزراء نواف سلام تأكيده على إجراء الانتخابات في موعدها.
وبعد أسبوع من تعليق عمل اللجنة الفرعية لقانون الانتخاب، لا تزال الأبواب موصدة أمام التفاوض، حيث تشير المعطيات إلى تردد كبير من المغتربين اللبنانيين في التسجيل، بسبب عدم الثقة في إمكانية إجراء الاستحقاق في الوقت المحدد.
على صعيد آخر، اعتبر مقرر الأمم المتحدة الخاص بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء، موريس تيدبول-بنز، أن القصف الإسرائيلي الذي وقع في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأسفر عن مقتل مصور في وكالة رويترز يعدّ "جريمة حرب".
وأكد تيدبول-بنز خلال مؤتمر صحفي في بيروت أن هذا القصف يمثل اعتداءً متعمداً وموجهًا من القوات الإسرائيلية، ويشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني.
وقد أسفر القصف في 13 أكتوبر عن مقتل المصور عصام عبدالله وإصابة ستة آخرين، بينهم مصورا فرانس برس. وأظهر تحقيق فرانس برس أن الضربة كانت نتيجة قذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية دون حدوث تبادل لإطلاق النار.