عاد نحو نصف مليون نازح فلسطيني إلى مدينة غزة ومناطق شمال القطاع، وذلك عقب سريان وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه بين إسرائيل وحركة "حماس". وقد جرت هذه العودة خلال 24 ساعة فقط، مما يعكس حجم الأمل الذي يراود الفلسطينيين رغم الدمار الكبير الذي لحق بمنازلهم.
وأوضحت التقارير أن مئات الآلاف من الفلسطينيين توجهوا إلى غزة بعد إعلان وقف إطلاق النار، حيث كانت هذه العودة مرتبطة بزيارة موفدين من الولايات المتحدة تضم ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، برفقة قائد القيادة المركزية الأمريكية الأدميرال براد كوبر، الذين جاءوا للتحقق من انسحاب الجيش الإسرائيلي.
وأضاف المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، أن العائدين يسعون لتفقد ما تبقى من منازلهم أو لبناء خيام مؤقتة بجانب الأنقاض. واصفاً هذا المشهد بأنه "تاريخي ومفعم بالأمل رغم الجراح"، مما يعكس الإصرار الفلسطيني على العودة إلى أرضهم.
وشرع الآلاف في العودة من جنوب إلى شمال القطاع، مع ازدحام في الطرق مثل الرشيد وصلاح الدين، حيث عاد الكثيرون سيراً على الأقدام بحثاً عن عائلاتهم وممتلكاتهم المفقودة. ويشير هذا إلى حجم المعاناة التي عاشها النازحون في الفترة الماضية.
وفيما يتعلق بالدمار الذي شهدته غزة، أظهر تحليل لمركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية أن حوالي 193 ألف مبنى تعرضوا للدمار أو الأضرار، مما يزيد من الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية. وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن نسبة الدمار تجاوزت 90% في بعض المناطق.
وواصلت وزارة الداخلية في غزة نشر قواتها في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، في خطوة تهدف لتأمين العودة. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن الطواقم الحكومية قامت بأكثر من 5000 مهمة ميدانية وخدمية خلال 24 ساعة، حيث شملت تقديم الرعاية الطبية وإزالة الأنقاض.
ونوهت وكالة "الأونروا" إلى ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية، محذرة من استمرار المجاعة في حال تأخر هذه المساعدات. وأكدت أن العائلات العائدة لا تعلم ما إذا كانت منازلها لا تزال قائمة أو ما إذا كانت مجتمعاتها قادرة على التعافي.
في الأثناء، قام ويتكوف وكوشنر وكوبر بزيارة لموقع تابع للجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة، حيث أكد الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان قام بجولة مع الوفد الأمريكي. وقد كانت الزيارة تهدف إلى التأكد من استكمال الانسحاب المتفق عليه ضمن الاتفاق مع حركة حماس.
وفي بيان له، أكد كوبر أهمية الزيارة، مشيراً إلى أنه تم التطرق إلى إنشاء مركز تنسيق مدني عسكري بهدف دعم الاستقرار بعد النزاع. كما أشار إلى أن العسكريين الأمريكيين لن يتم نشرهم مباشرة داخل المناطق الفلسطينية لمراقبة تنفيذ اتفاقيات السلام. (وكالات)
