تستعد مدينة شرم الشيخ المصرية لاستضافة قمة دولية برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب. ستركز القمة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» في غزة، والذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية قطرية تركية أمريكية. ومن المتوقع أن تحشد هذه القمة دعمًا دوليًا كبيرًا لوقف إطلاق النار، واستمرار المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار غزة، بالإضافة إلى وضع أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية.
وأعربت الأوساط الدبلوماسية عن تفاؤل حذر بشأن القمة، حيث يأمل المشاركون في تعزيز ضمانات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. هذا ويخشى البعض من إمكانية عودة الصراع، مما يجعل هذه القمة مهمة للغاية. ومن بين القادة الذين أكدوا حضورهم، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بالإضافة إلى عدد من القادة الأوروبيين.
وأوضحت مصادر دبلوماسية أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره الأمريكي ماركو روبيو قد بحثا تفاصيل الترتيبات الخاصة بالقمة في اتصال هاتفي. وقد أكدت الخارجية المصرية على أهمية المشاركة الدولية في القمة، بالإضافة إلى مناقشة الخطوات الأولى لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وفي حديثه مع نظيره القبرصي، نبه السيسي إلى ضرورة نشر قوات دولية في غزة، مما يعكس أهمية الشرعية الدولية في هذا السياق.
وشدد السيسي على أهمية التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق، مشيرًا إلى أن مصر قامت بجهود كبيرة على مدار العامين الماضيين لتنسيق الجهود مع قطر والولايات المتحدة بهدف إنهاء الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني. في سياق متصل، من المقرر أن يقوم الرئيس الفرنسي بزيارة إلى مصر للتعبير عن دعمه للاتفاق المعروض من ترامب.
كما أشار ماكرون إلى أنه سيتناول مع شركائه مراحل تنفيذ خطة السلام، في خطوة تعكس التعاون الدولي في هذا الملف. ويعتبر هذا الاجتماع جزءًا من المبادرة الفرنسية السعودية التي تم إطلاقها في نيويورك في سبتمبر الماضي. ويسعى القادة المشاركون إلى إيجاد حلول دائمة تهدف إلى إرساء السلام في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين.
وفي مؤتمر صحفي، أعلن ترامب عن خطته للقاء العديد من القادة في مصر لمناقشة مستقبل قطاع غزة. وأعرب عن اعتقاده بأن اتفاق وقف الحرب سيستمر، مشيرًا إلى أن جميع الأطراف قد سئمت من النزاع المستمر. تأتي هذه التصريحات في وقت تستعد فيه القاعدة الجوية القريبة من تل أبيب لاستقبال طائرات شحن عسكرية أمريكية، ما يعكس أهمية الزيارة المرتقبة.
في الوقت نفسه، تسلط وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على الدور المتزايد لمصر في تحقيق السلام، معبرة عن أن إسرائيل تبدو وكأنها خارج المشهد. وأكدت صحيفة «يسرائيل هيوم» أن القمة تمثل تتويجًا لدور مصر كقوة إقليمية رائدة، حيث نجحت في تثبيت الهدنة وصياغة الترتيبات الإنسانية والسياسية اللازمة. وفي سياق متصل، يخطط ترامب للإعلان عن ما يُعرف بـ «الصفقة الكبرى» خلال زيارته المقبلة للمنطقة.