2025-10-12 - الأحد

التحذير من مخاطر تقليد الترندات: قصة الطفلة موزة كاسب

{title}

نجت الطفلة المواطنة موزة كاسب (سبع سنوات) من حروق بليغة بعد محاولة تقليد مقطع متداول على منصات التواصل تظهر فيه دمية مشتعلة. الحادث وقع خلال احتفالها بعيد ميلادها في إمارة رأس الخيمة، مما أدى إلى إصابتها بحروق شديدة تطلبت علاجاً طويلاً في مدينة الشيخ شخبوط الطبية.

وأوضحت والدة الطفلة أن موزة كانت تحتفل بعيد ميلادها السابع مع أبناء عمومتها، وعندما قرروا تقليد الفيديو المتداول، اشتعلت النيران بسرعة في ملابسها التقليدية. النار التهمت ملابسها فور ملامستها للنار، مما زاد من شدة الإصابة.

وأضافت أن ابنتها، بعد اشتعال النار في ثيابها، ركضت مذعورة إلى الخارج بدلاً من العودة إلى العائلة، مما أدى إلى تفاقم الحروق بفعل حرارة الشمس. لحسن الحظ، كان شقيقها بالقرب من المنزل ورآها، فبادر بتمزيق الملابس المشتعلة وإنقاذها.

وذكرت والدة موزة أن الطفلة نقلت إلى مستشفى خليفة التخصصي في رأس الخيمة، ثم تم تحويلها بالإسعاف إلى مدينة الشيخ شخبوط الطبية لتلقي العلاج المتخصص. وبدت موزة تعاني من ألم شديد على الطريق، لكنها هدأت بعد وصولها.

وأشارت إلى أن الأطباء استخدموا تقنيات حديثة في علاج الحروق، بما في ذلك المصفوفة الحيوية المؤقتة (BTM) وعمليات ترقيع دقيقة، مما ساعد في تسريع الشفاء وتقليل الألم. استغرقت رحلة العلاج 66 يوماً، وهي تجربة علمتهم الكثير عن الصبر.

وذكرت والدة موزة أن ابنتها أظهرت شجاعة استثنائية خلال فترة العلاج، حيث تأقلمت مع بيئة المستشفى وكونت صداقات مع أطفال آخرين. حتى أنها بدأت تطمح لأن تصبح أخصائية علاج طبيعي لمساعدة الآخرين.

بعد رحلة علاج طويلة، استعادت موزة ابتسامتها وعادت إلى المدرسة، حاملة معها درساً مهماً حول الحذر من تقليد المحتوى الرقمي. أكدت والدتها أن حالتها الصحية تحسنت بشكل ملحوظ.

وأعربت موزة عن مشاعرها بعد التجربة، قائلة: "صرت أخاف من النار قليلاً، ولن أقلد أي تريند خطر مجدداً". وهذا يعكس الوعي الذي اكتسبته من خلال معاناتها.

شددت الأخصائية الاجتماعية عائشة راشد سعيد الكندي على أن انتشار الترندات الخطرة يشكل تهديداً حقيقياً لسلامة الأطفال. وأكدت أن بعض المقاطع المتداولة تحول فضول الأطفال إلى سلوك متهور. وأوضحت أن هذا يتطلب تعزيز الوعي الرقمي في المجتمع.

كما أكدت على أهمية الحوار مع الأطفال حول ما يشاهدونه على الشاشات، حيث يمكن أن يمنع ذلك حوادث مشابهة. وأشارت إلى أن التربية الرقمية أصبحت مسؤولية أساسية للأهل، ويجب مراقبة المحتوى الذي يتعرض له الأطفال.

وينبغي على الأهل أن يكونوا شركاء في التجربة الرقمية لأطفالهم، مما يمنح الأطفال شعوراً بالأمان والانتماء. وهذا يعزز ثقته بنفسه ويحد من المخاطر قبل وقوعها.