2025-10-12 - الأحد

احتجاجات قابس: مطالب بتفكيك مصنع كيميائي بسبب التلوث الخطير

{title}

تظاهر مئات من سكان مدينة قابس بجنوب تونس مطالبين بتفكيك مصنع معالجة الفوسفات الذي يسبب تلوثًا كبيرًا في الهواء والبحر. جاء ذلك بعد تزايد حالات الاختناق التي تعرض لها الأهالي نتيجة انبعاثات المصنع. تجمع المحتجون أمام الإدارة الجهوية للمجمع وأشعلوا إطارات السيارات، مما أدى إلى إغلاق الطريق المؤدية إلى المنطقة الصناعية.

وأكد المتظاهرون الذين استجابوا لدعوة منظمة «أوقفوا التلوث» غير الحكومية، على مطالبهم بهتافات مثل «الشعب يريد تفكيك الشركة الكيميائية» و«نريد أن نعيش». كما نددوا بتأثير التلوث على حياتهم اليومية، مشيرين إلى أن قابس أصبحت ضحية للظلم والتلوث.

نوهت الجمعية إلى أن الاحتجاجات جاءت بعد عرض وسائل الإعلام المحلية مقاطع فيديو تُظهر تلاميذ في مدرسة قريبة من المصنع يعانون من صعوبات في التنفس. وأظهرت المقاطع أيضًا قلق أولياء الأمور وعناصر من الحماية المدنية. في وقت سابق، تم نقل نحو عشرين شخصًا إلى المستشفى بسبب مشاكل اختناق نتيجة الأبخرة المنبعثة من المصنع.

وأوضح الاتحاد الجهوي للشغل أن التسربات الغازية المتكررة تعود إلى اهتراء المعدات ونقص الصيانة. في بيان له، اعتبر الاتحاد أن قابس منطقة منكوبة، مهددًا بإعلان إضراب عام إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة لحل هذه المشكلة.

وأشار البيان إلى أنه في حال استمرار الأوضاع كما هي، فإن الاتحاد سيقوم بالإضراب الجهوي دفاعًا عن حقوق السكان. منذ افتتاح مجمع المجموعة الكيميائية التونسية (GCT) في عام 1972، ارتبط المصنع بمشاكل بيئية وصحية خطيرة.

وأفاد تقرير صادر عن مختبر العلوم الجيولوجية والبيئة في تولوز بأن محطة قابس تصدر مستويات عالية من الملوثات، مما يؤدي إلى تداعيات خطيرة مثل التشوهات الخلقية والسرطان. على الرغم من الوعود السابقة بتفكيك المصنع، لم يتم تنفيذ أي من الخطط المقترحة.

وفي إطار جهود الحكومة لتحسين الإنتاج، تم الإعلان عن خطط لزيادة كميات الأسمدة المنتجة، رغم التحذيرات من تأثير ذلك على البيئة. يعد الانتقال من المركز الخامس عالميًا في إنتاج الفوسفات إلى المركز العاشر مؤشرًا على تراجع هذا القطاع، مما يعكس الحاجة الملحة لإعادة النظر في السياسات البيئية والصحية في البلاد.