شهدت مدينة زيورخ السويسرية مظاهرة كبيرة مؤيدة لفلسطين، حيث تجمع الآلاف لمعارضة العمليات العسكرية الجارية في غزة. واستخدمت الشرطة السويسرية الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا عبور أحد الشوارع الرئيسية. وأكدت مصادر محلية أن الاحتجاجات كانت سلمية في البداية، لكن سرعان ما تصاعدت التوترات بعد تدخل الشرطة.
وأضاف شهود عيان أن بعض المتظاهرين قاموا بإشعال النيران في إطارات السيارات ورفعوا شعارات تدعو إلى الدعم الفلسطيني. كما أظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي لحظات التوتر بين المتظاهرين والشرطة، حيث حاول البعض منهم مقاومة التفريق بالقوة.
تداعيات التدخل الشرطي
وأوضحت الشرطة السويسرية في بيان لها أن التدخل جاء بعد تلقيها بلاغات عن تصرفات غير قانونية من قبل بعض المتظاهرين. وأفادت التقارير أن حوالي 67 شخصًا تم اعتقالهم خلال الاحتجاجات، مما أثار ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي. وأكدت الشرطة أنها ستقوم بالتحقيق في الأحداث لتقييم الوضع.
وأكد المتحدث باسم الشرطة أن "هدفنا هو ضمان السلامة العامة"، مشددًا على أن استخدام القوة كان ضروريًا في تلك اللحظة. بينما عبر منظمو الاحتجاجات عن استيائهم من الطريقة التي تم التعامل بها مع المتظاهرين، واعتبروا أن هذا التصرف يمثل انتهاكًا لحقوق الإنسان.
ردود الفعل المحلية والدولية
وانتقد الكثيرون من نشطاء حقوق الإنسان أسلوب الشرطة في التعامل مع المظاهرات، داعين إلى ضرورة احترام حرية التعبير. وأكدت بعض المنظمات الحقوقية أن استخدام الغاز المسيل للدموع كان مبالغًا فيه، وينبغي أن تُستخدم أساليب أقل عنفًا لتفريق التجمعات السلمية.
بينما أظهرت ردود الأفعال الدولية تضامنًا مع القضية الفلسطينية، حيث أدانت بعض الدول الغربية تصرفات إسرائيل في غزة، ودعت إلى وقف إطلاق النار. وأشارت التقارير إلى أن الاحتجاجات في سويسرا قد تكون بداية لموجة من التحركات الشعبية في دول أخرى.
وأعرب المشاركون في المظاهرة عن عزمهم على مواصلة الضغط من أجل حقوق الفلسطينيين، مؤكدين أن قضيتهم لن تُنسى. كما أضافوا أن هذه المظاهرات تساهم في زيادة الوعي حول المعاناة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.